الصفحات
▼
الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008
بعض اضرحة مدينة قرزة الاثرية
وصف الضريح ب (B) بالمقبرة الشمالية:
بني هذا الضريح من حجارة جيرية مربعة الشكل تقريبا بيضاء اللون عند قطعها من محجر شعبة القصور قرب المدينة لكن لونها يتحول الى اللون البني المخضب باللون القرنفلي بسبب تأثر الحجارة بالاحوال الجوية ، عموما يتكون الضريح من جزءين جزء علوي فوق سطح الارض منظور للعيان وجزء اخر سفلي غير منظور للعيان ، ويعد الجزء الاول اهم من الجزء الثاني من الناحية المعمارية وهو الجزء الذي كانت تزخرفه المنحوتات موضوع الدراسة ، يمكن ان يوصف هذا الجزء انه ضريح من طراز ضريح المعبد أي استمد شكل ه العام من المعابد الكلاسيكية ، حيث اقيم هذا الضريح على منصة مرتفعة ( Podium ) مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها حوالي 5.40 متر ، وارتفاعها 2.50 مترا، وقد زخرف من الاسفل بقاعدة مقولبة ومن الاعلى بكورنيش يوجد اسفله طُنُف (افريز) مزخرف بزخرفة نباتية حلزونية ، وتوجد دعامة ذات تاج كورنثي في كل زاوية من زوايا هذه المنصة ، يتم الصعود الى الضريح من الناحية الشرقية عن طريق سلم يتكون من سبع درجات ، يتوسط المنصة من الاعلى بناء مصمت مربع الشكل يبلغ طول ضلعه حوالي 2.40 متر، له مدخل وهمي مزخرف في الجانب الشرقي كان في الاصل تحيط به نقوش تذكارية ، أي ان الذي يصعد الى هذا الضريح يواجهه مباشرة هذا المدخل بنقوشه التأسيسية التي تحمل اسم صاحب الضريح .
عموما يحيط بهذا المبنى المركزي رواق معمد يتكون من ستة عشر عمودا ، خمسة اعمدة في كل واجهة من واجهات الضريح الاربع ، ويوجد عمودان اضافيان خلف العمودين الثاني والرابع في الواجهة الغربية ، للاعمدة قواعد اتيكية وتيجان كورنثية كل عمودين يحملان قوسا نصف دائري يتكون من قطعة واحدة بلغ عدد الاقواس ستة عشر قوسا اربعة في كل واجهة اغلبها سقط باستثناء ستة اقواس ، تحمل هذه الاقواس شريط من الاحجار الممتدة على طول الواجهة يطلق عليها اصطلاحا الطُنُف ( F rieze ) ، وقد زخرف هذا الطُنُف من الاعلى ومن الاسفل بصف من زخرفة الاسنان (D entils ) يبلغ مجموع ارتفاع الطُنُف بزخرفته 51 سم ،ويوجد بين هذين الشريطين من زخرفة الاسنان مشاهد من النحت البارز التي نقل جزء منها الى اسطنبول، والبعض الاخر يعرض حاليا في متاحف السرايا الحمراء، وقد انهار هذا الطُنُف ، الذي كان يحمل الكورنيش والسقف الذي تزخرف جوانبه زخرفة السيما التي تظهر في شكل حلزونات اضافة الى تماثيل مؤلهات النصر في زوايا الضريح من الاعلى ، يبلغ الارتفاع الكلي للضريح حوالي سبعة امتار وعرضه 4.40 مترا .
اما الجزء السفلي من الضريح فهو يتكون من غرفة الدفن (القبر) التي توجد اسفل المنصة ، وتقع على محور واحد مع المبنى المصمت، يتم الوصول اليها من الجانب الجنوبي بممر صغير منحوت في الصخر يقود الى عتبة المدخل الذي يسد بكتلة حجرية ، وقد بنيت الغرفة بمهارة معمارية فائقة حيث ان سقفها محمول على قبو برميلي يمتد من الشمال الى الجنوب ، الا ان مسقطها الافقي غير منتظم وتوجد في جدارها الشرقي قرب الزاوية الشمالية قناة تتصل مع قناة اخرى من الاعلى فتحتها العلوية تقع امام المدخل الوهمي على المنصة ، الغرض من هذه القناة سكب السوائل والاطعمة للميت في قبره في المناسبات او عند زيارة الميت من قبل أقاربه .
وقد اقام هذا الضريح ليبي من سكان قرزة يدعى ماركيوس ميتوسان لدفن والده المدعو ماركيوس فيضيل ووالدته فلافيا ثيسيلجوم ( قد يقرأ الاسم ثيفيلجوم)، وقد صرف على بنائه وتجهيزه مبلغ 90.000 فلس ، و استنتج هذا من النقش التأسيسي الذي كان يعلو المدخل الوهمي .
يطلق على هذا الطراز من الاضرحة ضريح المعبد ( Temple– Tomb ) حيث بنيت الاضرحة تقليدا للمعابد الصغيرة ، وقد انتشر هذا الطراز من الاضرحة في العالم الهللنيستي والروماني ، وطراز هذا الضريح ينسب الى الاضرحة ذوات الواجهات المقوسة (أي التي اعمدتها تحمل اقواسا ) وقد انتشر هذا الطراز في مدينة قرزة حيث عثر على عشرة اضرحة من هذا الطراز في المقبرة الشمالية والجنوبية مختلفة الحجم ويتفاوت عدد اعمدة واجهتها من خمسة اعمدة الى اربعة الى ثلاثة اعمدة الى عمودين ، ولم يقتصر ظهور هذا الطراز على قرزة فقد عثر عليه في منطقة نسمة بوادي سوف الجين ، وفي منطقة خنافس بوادي شطاف .
عموما يحيط بهذا المبنى المركزي رواق معمد يتكون من ستة عشر عمودا ، خمسة اعمدة في كل واجهة من واجهات الضريح الاربع ، ويوجد عمودان اضافيان خلف العمودين الثاني والرابع في الواجهة الغربية ، للاعمدة قواعد اتيكية وتيجان كورنثية كل عمودين يحملان قوسا نصف دائري يتكون من قطعة واحدة بلغ عدد الاقواس ستة عشر قوسا اربعة في كل واجهة اغلبها سقط باستثناء ستة اقواس ، تحمل هذه الاقواس شريط من الاحجار الممتدة على طول الواجهة يطلق عليها اصطلاحا الطُنُف ( F rieze ) ، وقد زخرف هذا الطُنُف من الاعلى ومن الاسفل بصف من زخرفة الاسنان (D entils ) يبلغ مجموع ارتفاع الطُنُف بزخرفته 51 سم ،ويوجد بين هذين الشريطين من زخرفة الاسنان مشاهد من النحت البارز التي نقل جزء منها الى اسطنبول، والبعض الاخر يعرض حاليا في متاحف السرايا الحمراء، وقد انهار هذا الطُنُف ، الذي كان يحمل الكورنيش والسقف الذي تزخرف جوانبه زخرفة السيما التي تظهر في شكل حلزونات اضافة الى تماثيل مؤلهات النصر في زوايا الضريح من الاعلى ، يبلغ الارتفاع الكلي للضريح حوالي سبعة امتار وعرضه 4.40 مترا .
اما الجزء السفلي من الضريح فهو يتكون من غرفة الدفن (القبر) التي توجد اسفل المنصة ، وتقع على محور واحد مع المبنى المصمت، يتم الوصول اليها من الجانب الجنوبي بممر صغير منحوت في الصخر يقود الى عتبة المدخل الذي يسد بكتلة حجرية ، وقد بنيت الغرفة بمهارة معمارية فائقة حيث ان سقفها محمول على قبو برميلي يمتد من الشمال الى الجنوب ، الا ان مسقطها الافقي غير منتظم وتوجد في جدارها الشرقي قرب الزاوية الشمالية قناة تتصل مع قناة اخرى من الاعلى فتحتها العلوية تقع امام المدخل الوهمي على المنصة ، الغرض من هذه القناة سكب السوائل والاطعمة للميت في قبره في المناسبات او عند زيارة الميت من قبل أقاربه .
وقد اقام هذا الضريح ليبي من سكان قرزة يدعى ماركيوس ميتوسان لدفن والده المدعو ماركيوس فيضيل ووالدته فلافيا ثيسيلجوم ( قد يقرأ الاسم ثيفيلجوم)، وقد صرف على بنائه وتجهيزه مبلغ 90.000 فلس ، و استنتج هذا من النقش التأسيسي الذي كان يعلو المدخل الوهمي .
يطلق على هذا الطراز من الاضرحة ضريح المعبد ( Temple– Tomb ) حيث بنيت الاضرحة تقليدا للمعابد الصغيرة ، وقد انتشر هذا الطراز من الاضرحة في العالم الهللنيستي والروماني ، وطراز هذا الضريح ينسب الى الاضرحة ذوات الواجهات المقوسة (أي التي اعمدتها تحمل اقواسا ) وقد انتشر هذا الطراز في مدينة قرزة حيث عثر على عشرة اضرحة من هذا الطراز في المقبرة الشمالية والجنوبية مختلفة الحجم ويتفاوت عدد اعمدة واجهتها من خمسة اعمدة الى اربعة الى ثلاثة اعمدة الى عمودين ، ولم يقتصر ظهور هذا الطراز على قرزة فقد عثر عليه في منطقة نسمة بوادي سوف الجين ، وفي منطقة خنافس بوادي شطاف .
وصف الضريح ج (C):
يقع هذا الضريح بالمقبرة الشمالية بقرزة وتحديدا الى الجنوب من الضريح ب حيث لا يفصلهما عن بعض سوى امتار قليلة ،
ويعد هذا الضريح افضل الاضرحة الشمالية من حيث المحافظة عليه وتماسك أجزائه المختلفة مقارنة ببقية الاضرحة التي تساقطت منها اجزاء كثيرة ، وعند النظر الى الشكل العام لهذا الضريح يلاحظ انه لا يختلف عن الضريح ب إذ ان عناصرهما المعمارية متشابهة وهو ايضا يتكون من جزئين الضريح المقام فوق سطح الارض وغرفة الدفن الواقعة اسفل الضريح ، وقد اقيم الضريح على قاعدة (منصة)مرتفعة مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها حوالي 3.60 مترا وارتفاعها 2.00 مترا ، وقد زخرفت واجهتها بدعامات ركنية ذوات تيجان كورنثية مزخرفة باوراق الاكانثوس المستوية وقد اضيف الى بعضها عناقيد العنب ،وقد اقيمت الدعامات على قواعد دورية ثنائية الحلقات المقولبة ، يعلو الدعامات طنف (افريز) يبلغ ارتفاعه 42 سنتيمترا وقد زخرف هذا الطنف بمنحوتات بارزة داخل دوائر متشابكة مع بعضها تمثلت في زخارف نباتية مثل عناقيد العنب والرمان والتين والكمثرى اضافة الى سعف النخيل والطيور و الفرسان وزخرفة وريدات وغيرها .
ويمكن الوصول الى الضريح عن طريق سلم يتكون من عدة درجات في الناحية الغربية ، و يتوسط المنصة من الاعلى بناء مصمت مربع الشكل يبلغ طول ضلعه حوالي 1.10 مترا يوجد في الجانب الشرقي منه مدخل وهمي محاط بلوحة تذكارية تحمل النقش التأسيسي لهذا الضريح، يحيط بالمبنى المركزي رواق معمد يتكون من اثنا عشر عمودا اربعة اعمدة في كل واجهة من واجهات الضريح الاربع ، يبلغ ارتفاع بدن كل عمود 1.81 متر ومقام كل منها على قاعدة ذات حلقات مستديرة مقولبة يبلغ ارتفاعها حوالي 30 سم وهي اكثر انتظاما فيما بينها اذا ما قورنت بقواعد اعمدة الضريح ب بالمقبرة الشمالية ، اما التيجان التي متوسط ارتفاعها ما بين 40-42 سم فهي من الطراز الكورنثي مزخرفة باوراق الاكانثوس إضافة الى الحلزونات والوريدات ، ويظهر ببعضها اقنعة لاشخاص ملتحين . يحمل كل عمودين منها قوسا نصف دائري يتكون من قطعة واحدة بلغ عدد الأقواس اثنا عشر قوسا اربعة في كل واجهة يلاحظ ان المسافة بين الأقواس مختلفة قليلا خاصة عند مقارنة اقواس الواجهة الشمالية مع اقواس الواجهة الغربية وقد زخرفت واجهة تلك الاقواس بزخارف منحوتة نحتا بارزا لعل أهمها واكثرها شيوعا زخرفة الوريدة . تحمل هذه الاقواس شريطا من الاحجار الممتدة على طول الواجهة يطلق عليها اصطلاحا الطُنُف ( F rieze ) ، يبلغ ارتفاعه 58 سم بما في ذلك الحافة البارزة التي تزخرف الطُنُف من الاعلى والاسفل، وقد زخرف الطنف بمشاهد من النحت البارز يبلغ ارتفاع الجزء المنحوت 47 سم ومازالت اغلب اجزاء ذلك الطنف في مكانها باستثناء بعض لوحاته التي نقلت الى متحف اسطنبول ـ وهي موضوع الدراسة هنا ـ، يحمل ذلك الطنف الكورنيش المدرج والسقف الذي تزخرف جوانبه زخرفة السيما التي تظهر في شكل تماثيل مؤلهات النصر في زوايا الضريح من الاعلى اضافة الى زخرفة الحلزونات ، يبلغ الارتفاع الكلي للضريح حوالي 6.30 مترا وعرضه 3.50 مترا .
ويتم الدخول الى غرفة الدفن التي تقع اسفل المنصة من الناحية الجنوبية عن طريق ممر ضيق منحوت في الصخر مقفل عند منتصفه تقريبا ولهذه الغرفة مدخل اكثر ارتفاعا من مدخل الضريح ب ، سقفت الغرفة بقبو برميلي يمتد من الشرق الى الغرب يبلغ ارتفاعه 2.20 مترا ، توجد في الجانب الشرقي من سقف الغرفة قناة لسكب السوائل والاطعمة القربانية للميت من قبل اقاربه ، وهذه القناة تتصل من الاعلى بفتحة او حفرة تقع امام المدخل الوهمي تماما .
وقد استنتج من النقش التأسيسي الذي كان يعلو المدخل الوهمي ان هذا الضريح أقاماه اثنان من ابناء سكان قرزة هما ماركيوس نيمير واخيه ماكورسان لدفن والدهما المدعو ماركيوس خولام ووالدتهما فارنيشين ، وقد صرفا على بنائه وتجهيزه مبلغ 45.600 فلس بيزنطي ، ومن ثم فان قلة المصاريف التي انفقت على بنائه مقارنة بالضريح ب المجاور له يتناسب مع صغر حجمه ايضا عند مقارنته بالضريح السالف الذكر.
والجدير بالذكر ان هذا الضريح لا يختلف عن الضريح ب من حيث الطراز المعماري الذي يطلق عليه طراز ضريح المعبد (Temple– Tomb ) حيث بنيت الاضرحة تقليدا للمعابد الصغيرة ، وقد انتشر هذا الطراز من الاضرحة في العالم الهللنيستي والروماني ، وطراز هذا الضريح ينسب الى الاضرحة ذوات الواجهات المقوسة (أي التي اعمدتها تحمل اقواسا ) وقد انتشر هذا الطراز في مدينة قرزة وفي اماكن اخرى من منطقة ما قبل الصحراء في غرب ليبيا.
ويعد هذا الضريح افضل الاضرحة الشمالية من حيث المحافظة عليه وتماسك أجزائه المختلفة مقارنة ببقية الاضرحة التي تساقطت منها اجزاء كثيرة ، وعند النظر الى الشكل العام لهذا الضريح يلاحظ انه لا يختلف عن الضريح ب إذ ان عناصرهما المعمارية متشابهة وهو ايضا يتكون من جزئين الضريح المقام فوق سطح الارض وغرفة الدفن الواقعة اسفل الضريح ، وقد اقيم الضريح على قاعدة (منصة)مرتفعة مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها حوالي 3.60 مترا وارتفاعها 2.00 مترا ، وقد زخرفت واجهتها بدعامات ركنية ذوات تيجان كورنثية مزخرفة باوراق الاكانثوس المستوية وقد اضيف الى بعضها عناقيد العنب ،وقد اقيمت الدعامات على قواعد دورية ثنائية الحلقات المقولبة ، يعلو الدعامات طنف (افريز) يبلغ ارتفاعه 42 سنتيمترا وقد زخرف هذا الطنف بمنحوتات بارزة داخل دوائر متشابكة مع بعضها تمثلت في زخارف نباتية مثل عناقيد العنب والرمان والتين والكمثرى اضافة الى سعف النخيل والطيور و الفرسان وزخرفة وريدات وغيرها .
ويمكن الوصول الى الضريح عن طريق سلم يتكون من عدة درجات في الناحية الغربية ، و يتوسط المنصة من الاعلى بناء مصمت مربع الشكل يبلغ طول ضلعه حوالي 1.10 مترا يوجد في الجانب الشرقي منه مدخل وهمي محاط بلوحة تذكارية تحمل النقش التأسيسي لهذا الضريح، يحيط بالمبنى المركزي رواق معمد يتكون من اثنا عشر عمودا اربعة اعمدة في كل واجهة من واجهات الضريح الاربع ، يبلغ ارتفاع بدن كل عمود 1.81 متر ومقام كل منها على قاعدة ذات حلقات مستديرة مقولبة يبلغ ارتفاعها حوالي 30 سم وهي اكثر انتظاما فيما بينها اذا ما قورنت بقواعد اعمدة الضريح ب بالمقبرة الشمالية ، اما التيجان التي متوسط ارتفاعها ما بين 40-42 سم فهي من الطراز الكورنثي مزخرفة باوراق الاكانثوس إضافة الى الحلزونات والوريدات ، ويظهر ببعضها اقنعة لاشخاص ملتحين . يحمل كل عمودين منها قوسا نصف دائري يتكون من قطعة واحدة بلغ عدد الأقواس اثنا عشر قوسا اربعة في كل واجهة يلاحظ ان المسافة بين الأقواس مختلفة قليلا خاصة عند مقارنة اقواس الواجهة الشمالية مع اقواس الواجهة الغربية وقد زخرفت واجهة تلك الاقواس بزخارف منحوتة نحتا بارزا لعل أهمها واكثرها شيوعا زخرفة الوريدة . تحمل هذه الاقواس شريطا من الاحجار الممتدة على طول الواجهة يطلق عليها اصطلاحا الطُنُف ( F rieze ) ، يبلغ ارتفاعه 58 سم بما في ذلك الحافة البارزة التي تزخرف الطُنُف من الاعلى والاسفل، وقد زخرف الطنف بمشاهد من النحت البارز يبلغ ارتفاع الجزء المنحوت 47 سم ومازالت اغلب اجزاء ذلك الطنف في مكانها باستثناء بعض لوحاته التي نقلت الى متحف اسطنبول ـ وهي موضوع الدراسة هنا ـ، يحمل ذلك الطنف الكورنيش المدرج والسقف الذي تزخرف جوانبه زخرفة السيما التي تظهر في شكل تماثيل مؤلهات النصر في زوايا الضريح من الاعلى اضافة الى زخرفة الحلزونات ، يبلغ الارتفاع الكلي للضريح حوالي 6.30 مترا وعرضه 3.50 مترا .
ويتم الدخول الى غرفة الدفن التي تقع اسفل المنصة من الناحية الجنوبية عن طريق ممر ضيق منحوت في الصخر مقفل عند منتصفه تقريبا ولهذه الغرفة مدخل اكثر ارتفاعا من مدخل الضريح ب ، سقفت الغرفة بقبو برميلي يمتد من الشرق الى الغرب يبلغ ارتفاعه 2.20 مترا ، توجد في الجانب الشرقي من سقف الغرفة قناة لسكب السوائل والاطعمة القربانية للميت من قبل اقاربه ، وهذه القناة تتصل من الاعلى بفتحة او حفرة تقع امام المدخل الوهمي تماما .
وقد استنتج من النقش التأسيسي الذي كان يعلو المدخل الوهمي ان هذا الضريح أقاماه اثنان من ابناء سكان قرزة هما ماركيوس نيمير واخيه ماكورسان لدفن والدهما المدعو ماركيوس خولام ووالدتهما فارنيشين ، وقد صرفا على بنائه وتجهيزه مبلغ 45.600 فلس بيزنطي ، ومن ثم فان قلة المصاريف التي انفقت على بنائه مقارنة بالضريح ب المجاور له يتناسب مع صغر حجمه ايضا عند مقارنته بالضريح السالف الذكر.
والجدير بالذكر ان هذا الضريح لا يختلف عن الضريح ب من حيث الطراز المعماري الذي يطلق عليه طراز ضريح المعبد (Temple– Tomb ) حيث بنيت الاضرحة تقليدا للمعابد الصغيرة ، وقد انتشر هذا الطراز من الاضرحة في العالم الهللنيستي والروماني ، وطراز هذا الضريح ينسب الى الاضرحة ذوات الواجهات المقوسة (أي التي اعمدتها تحمل اقواسا ) وقد انتشر هذا الطراز في مدينة قرزة وفي اماكن اخرى من منطقة ما قبل الصحراء في غرب ليبيا.
وصف الضريح و (F) بالمقبرة الجنوبية :
يقع هذا الضريح بالمقبرة الجنوبية بقرزة وتحديدا الى الجنوب الشرقي من الضريح ز ( G عند بروجان ) والى الجنوب الغربي من الضريح ج ( C عند بروجان) ، وهو يشكل مع الضريح ز ضريحين منفصلين و متجاورين مقارنة ببقية اضرحة المقبرة الجنوبية ، و لا يفصلهما عن بعض سوى امتار قليلة حوالي سبعة امتار، ويعد هذا الضريح افضل الاضرحة الجنوبية من حيث المحافظة عليه ومظهره العام مقارنة ببقية الاضرحة الاخرى في نفس المقبرة ، الا ان هذا لايعني ان أجزاءه متكاملة بل ان هناك اجزاء مهدمة منها الجانبان الشمالي الغربي والجنوبي الغربي ، وعند النظر الى الشكل العام لهذا الضريح يلاحظ انه يتميز بصغر حجمه مقارنة ببقية الاضرحة خاصة تلك الموجودة في المقبرة الشمالية ، وبعض اضرحة المقبرة الجنوبية ، وتتفق زوايا هذا الضريح مع الجهات الاصلية الاربعة ، ومن حيث الوصف العام فهو لا يختلف عن بقية الاضرحة إذ ان عناصرهما المعمارية متشابهة وهو ايضا يتكون من جزئين الضريح المقام فوق سطح الارض وغرفة الدفن الواقعة اسفل الضريح ، وقد اقيم الضريح على قاعدة (منصة)مرتفعة مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها حوالي 2.50 مترا وارتفاعها 1.10 مترا ، وقد زخرفت من الاسفل بقاعدة مدرجة (مقولبة) ، ويظهر بها من الاعلى (كورنيش) زخرفة مشابهة ، و يتوسط المنصة من الاعلى بناء مصمت مربع الشكل يبدو في شكل دعامة مقامة على قاعدة مقولبة و هناك تاج به زخرفة مدرجة ، يحيط بهذه الدعامة رواق معمد يتكون من اربعة اعمدة ، يوجد عمود في كل واجهة من واجهات الضريح الاربع ، يبلغ ارتفاع كل عمود 2.00 مترا بما فيها القاعدة والتاج ،وقد شيد كل عمود على قاعدة ذات حلقات مستديرة مقولبة ، اما التيجان التي متوسط ارتفاعها 40 سم فهي من الطراز الكورنثي مزخرفة باوراق الاكانثوس إضافة الى الحلزونات والوريدات ، يظهر الى جانبها احيانا سمك ، ونخلة ، قناع شخصي وغيرها ، وتتميز زخارفها بوجود حافة رأسية بين كل زوجين من اوراق الاكانثوس ، وظهرت هذه الميزة في تيجان اضرحة المقبرة الجنوبية الاخرى . يحمل كل عمودين منها قوسا نصف دائري يتكون من قطعة واحدة بلغ عدد الأقواس اربعة ، قوس في كل واجهة يبلغ متوسط فتحة الاقواس 76.2 سم ، ويبلغ امتداد الواجهات ما بين 1.24 - 1.35 مترا ومتوسط ارتفاعها 68 سم ، وقد زخرفت واجهة تلك الاقواس بزخارف منحوتة نحتا بارزا يمكن تناولها على النحو الاتي : قوس الواجهة الشمالية الشرقية مزخرف بفروع العنب بعناقيده ونخلة وطائر ووريدة ، اما الواجهة الجنوبية الشرقية فقد زخرفت بسمك ووريدات ، و زخرفت الواجهة الجنوبية الغربية (مهدمة) بوريدات وسمكة ، وزخرفت الواجهة الشمالية الغربية (مهدمة) باوراق العنب وطيور .
كانت تحمل هذه الاقواس شريطا من الاحجار الممتدة على طول الواجهة يطلق عليها اصطلاحا الطُنُف ( F rieze ) ، يبلغ ارتفاعه 38 سم ، وهو في الاصل قد زخرف بمشاهد من النحت البارز يبلغ امتداده 6.10 مترا ويتكون من مجموعة من الاحجار سقطت جميعها، نقلت منها ثلاث لوحات الى متحف اسطنبول، والبقية نقل اغلبها الى مصلحة الآثار بطرابلس ، وكان هذا الافريز اوالطنف يحمل الكورنيش المدرج والسقف الذي تزخرف جوانبه زخرفة السيما اضافة الى زخرفة الحلزونات ، يبلغ الارتفاع الكلي للضريح 5.10 مترا تقريبا وعرضه 1.50 مترا .
اما الجزء السفلي من الضريح او غرفة الدفن فيتم الدخول اليها عن طريق مدخل ارتفاعه 47 وعرضه 47 سم يوجد في الجانب الجنوبي الشرقي ، يليه غرفة الدفن (القبر) شبه المربعة في شكلها ابعادها 1.07 × 1.07 × 1.88 × 1.05 مترا ، ويبلغ ارتفاعها 1.23 مترا وهي ذات سقفا مستوي ، وتوجد حفرة او فتحة غير منتظمة في قمة الجدار الشمالي الشرقي يمكن ان تكون قناة لسكب السوائل والاطعمة القربانية للميت من قبل اقاربه ، مع ان بروجان تشكك في وظيفة تلك الحفرة ، و لا تؤكد انها قناة للقرابين ، وقد يكون هذا صحيحا لان بعض الاضرحة لم تحو قناة القرابين مثل الضريح أ بالمقبرة الشمالية .
والجدير بالذكر ان هذا الضريح لا يختلف عن الضريحين ب ، ج بالمقبرة الشمالية ، بيد انه صورة مصغرة عنهما ، ويطلق على هذا الطراز المعماري طراز ضريح المعبد ( Temple– Tomb ) حيث بنيت الاضرحة تقليدا للمعابد الصغيرة ، وقد انتشر هذا الطراز من الاضرحة في العالم الهللنيستي والروماني ، وطراز هذا الضريح ينسب الى الاضرحة ذوات الواجهات المقوسة (أي التي اعمدتها تحمل اقواسا ) وقد انتشر هذا الطراز في مدينة قرزة وفي اماكن اخرى من منطقة ما قبل الصحراء في غرب ليبيا.
اما الجزء السفلي من الضريح او غرفة الدفن فيتم الدخول اليها عن طريق مدخل ارتفاعه 47 وعرضه 47 سم يوجد في الجانب الجنوبي الشرقي ، يليه غرفة الدفن (القبر) شبه المربعة في شكلها ابعادها 1.07 × 1.07 × 1.88 × 1.05 مترا ، ويبلغ ارتفاعها 1.23 مترا وهي ذات سقفا مستوي ، وتوجد حفرة او فتحة غير منتظمة في قمة الجدار الشمالي الشرقي يمكن ان تكون قناة لسكب السوائل والاطعمة القربانية للميت من قبل اقاربه ، مع ان بروجان تشكك في وظيفة تلك الحفرة ، و لا تؤكد انها قناة للقرابين ، وقد يكون هذا صحيحا لان بعض الاضرحة لم تحو قناة القرابين مثل الضريح أ بالمقبرة الشمالية .
والجدير بالذكر ان هذا الضريح لا يختلف عن الضريحين ب ، ج بالمقبرة الشمالية ، بيد انه صورة مصغرة عنهما ، ويطلق على هذا الطراز المعماري طراز ضريح المعبد ( Temple– Tomb ) حيث بنيت الاضرحة تقليدا للمعابد الصغيرة ، وقد انتشر هذا الطراز من الاضرحة في العالم الهللنيستي والروماني ، وطراز هذا الضريح ينسب الى الاضرحة ذوات الواجهات المقوسة (أي التي اعمدتها تحمل اقواسا ) وقد انتشر هذا الطراز في مدينة قرزة وفي اماكن اخرى من منطقة ما قبل الصحراء في غرب ليبيا.
اعادة اكتشاف مدينة قرزة الاثرية و نقل بعض منحوتاتها الى متحف اسطنبول
ان قصة اكتشاف لوحات قرزة المنحوتة في العصر الحديث جديرة بالتنويه و ينبغي التعرض لها حتى يتم التعرف على كيفية وصولها الى ذلك المتحف (المتحف الوطني للاثار في اسطنبول). واللافت للانتباه في هذا الشأن ان السكان المحليين المقيمين قرب قرزة كانوا على اطلاع بقرزة واثارها بحكم سكناهم قربها او مرورهم بجانبها بيد انهم لم يدركوا ادراكا صحيحا ماهية تلك الآثار حيث ان خيالهم البسيط حاك حولها الكثير من الاساطير و الخرافات لتفسير المشاهد التي تحملها النحوت البارزة التي تظهر على مباني قرزة خاصة ان تلك النحوتات تجسد مشاهد من الحياة اليومية كالرعي والزراعة تظهر بها اشكال ادمية و حيوانية غير بعيدة عن حياتهم التي يعيشونها ، فيبدو انهم تساءلوا اين ذهب اولئك ولماذا بقيت اشكالهم على تلك المباني ؟ وكان التفسير الذي توصلوا اليه وتنقلوه من جيل الى آخر واشبع فضولهم و تماشى مع بساطة تفكيرهم ان قرزة مدينة مسخوطة سخطها الله بعد ان غضب عليهم و حوٌل سكانها الى اصنام او تماثيل لذا فانهم تجنبوا السكن بقربها او نقل حجارتها المسخوطة خوفا من وقوع اللعنة عليهم وكان هذا مدعاة لحماية اثار هذه المدينة ، وقد سمع الاميرال البحري البريطاني وليام هنري سميث (W .H.Smyth) في عام 1817 ف الكثير من هذا عند اعتزامه زيارة مدينة قرزة الاثرية بعد ان سمع انها مليئة بالتماثيل واستطاع ان يجلب منها بعض المنحوتات البارزة منها لوح يحمل نحت بارز لفارس وميدالية نحاسية رومانية عليها صورة فاوستينا الكبرى اعطاها له احد الاهالي ، أي ان سميث يعد اول من نقل احدى منحوتات قرزة خارجها و اول منحوتة تصل الى اوروبة من قرزة حيث نقلها بواسطة الفرقاطة البريطانية التي تدعى وايماوث (H. M S . Weymouth) في شهر الحرث (نوفمبر) عام 1817 وذلك ضمن الآثار التي تحصل عليها سميث من لبدة و طرابلس والتي وضعت في عشرين صندوقا أرسلت الى بريطانيا .
كما اهتم الرحالة ديكسون دنهام ( D. Denham ) عند زيارته لقرزة في 13/ 1 / 1825 ف بمنحوتاتها حيث قام بعمل رسوم مبدئية (رسم كروكي) لبعض الطنف (الافاريز) و ما تحمله من مشاهد خاصة الافريز الجنوبي في الضريح ب بالمقبرة الشمالية ، والافريزان الشرقي والغربي للضريح ج من نفس المقبرة .
كما اهتم الرحالة ديكسون دنهام ( D. Denham ) عند زيارته لقرزة في 13/ 1 / 1825 ف بمنحوتاتها حيث قام بعمل رسوم مبدئية (رسم كروكي) لبعض الطنف (الافاريز) و ما تحمله من مشاهد خاصة الافريز الجنوبي في الضريح ب بالمقبرة الشمالية ، والافريزان الشرقي والغربي للضريح ج من نفس المقبرة .
وعمله هذا يعد وثيقة مهمة ساعدت الباحثين على اعادة تركيب المشاهد او لوحات الافريز بعد سقوطها من اماكنها الاصلية ونقل بعضها الى متحف اسطنبول الاثري .
ويبدو انه في منتصف القرن التاسع عشر لم تبقَ بعض اللوحات في مكانها حيث تعرضت بعض الاضرحة لسقوط أجزائها العلوية او انها انتزعت افاريزها مما ادى الى انهيار الجزء العلوي من بعض الاضرحة ، ومن بينها الافاريز التي تحمل المشاهد المنحوتة خاصة في الضريح ب بالمقبرة الشمالية ، أي انه اصبح من السهل نقلها وبالفعل تم نقل مجموعة من المنحوتات الى طرابلس ثم الى اسطنبول تمثلت في ثلاث عشرة لوحة حجرية انتزعت من الضريحين ( ب، ج ) بالمقبرة الشمالية والضريح (و) بالمقبرة الجنوبية، ويبدو ان المسؤولين عن هذا العمل مجموعة من الموظفين الاتراك الذين كانوا يرتادون تلك المناطق لجمع الاعشار و الضرائب من السكان وصادفوا تلك اللوحات فنقلوها الى طرابلس خاصة ان الخرافات التي كانت تحاك على قرزة قد انتهت بعد زيارة الرحالة الأوربيين لها ونقل جزء من منحوتاتها ، عموما قد يكون الهدف من نقل المنحوتات هو ارسالها الى اسطنبول التي بدأ التفكير في انشاء متحف اثري بها و قد ينسب ما حدث في قرزة الى ما قام به سكرتير الوالي علي رضا باشا المدعو كارابيلا افندي بين عامي 1868 - 1869 ف بتجميع مجموعة من الاعمدة والمنحوتات وغيرها من اثار مدينة لبدة وصبراتة ومنطقة طرابلس ، عموما تم الاستحواذ خلال هذه الفترة على عدد ثلاث عشرة لوحة حجرية من اضرحة قرزة ربما بواسطة موظفين اتراك ووفقا لاوامر كارابيلا افندي الذي ارسلها الى اسطنبول مع المجموعات السابقة ، وماتزال منحوتات قرزة تعرض في المتحف الوطني للاثار باسطنبول ، وبصورة عامة وصلت تلك المنحوتات الى اسطنبول قبل عام 1873 حيث تذكر بروجان ان نقشا من قرزة كان معروضا في ذلك المتحف قد نسخ من قبل شخص يدعى ديثييه ( Dethier) قبل السنة المذكورة آنفا ونشره ضمن مجموعة النقوش اللاتينية ( C IL ) اضافة الى نقش لاتيني من قرزة ومن الضريح ب بالمقبرة الشمالية تحديدا قد وصل الى اسطنبول في عام 1868 ف ، ويبدو ان هذين النقشين قد وصلا الى اسطنبول برفقة منحوتات قرزة مع مجموعة كاربيلا افندي ، والجدير بالذكر انه عند وصول تلك المنحوتات الى اسطنبول لم تذكر عنها اية معلومات تتعلق بمصدرها ويرجع الفضل الى الاستاذ ميندل ( G .Mendel)في نسبتها الى قرزة عند اعداده كتالوج منحوتات المتحف المذكور وذلك بعد مقارنتها بما نشره الرحالة الفرنسي ماثزويلكس من صور ضوئية لبعض منحوتات قرزة بعد زيارته لها في عام 1904 ،واستنادا على نصف نقش من قرزة يعرض في ذلك المتحف يؤكد ميندل انه اتى من نفس المكان الذي وصلت منه المنحوتات ، ولقد استطاعت الانسة اولوين بروجان ان تثبت بما لا يدع مجالا للشك انها تنسب الى قرزة بناء على ملاحظات ميندل السابقة اضافة الى الاستعانة بالرسم الكروكي لبعض المنحوتات الذي اعده الرحالة دنهام زد على ذلك العثور على النصف الثاني من النقش المذكور سلفا وملاحظات ترتبط بما تبقى من لوحات الافاريز ومقارنتها بمنحوتات متحف اسطنبول، واستنادا على ما سبق يؤكد نسبة تلك المنحوتات الى قرزة .