الصفحات

الأحد، 9 فبراير 2014

الآثار وذكريات ثورة 17 فبراير



نشرت المقالة في العدد 13 من صحيفة افاق اثرية الصادر في فبراير 2013
http://www.afaqatherya.com



الآثار وذكريات ثورة 17 فبراير
(صور مشّرفة وأخرى سلبية)



الآثار الليبية هذا الارث الحضاري الذي يمكن مشاهدته في المتاحف او في المواقع الأثرية او في مخازن الآثار قيمته الحضارية والأثرية اكثر من يفهمها الأثري الذي يبذل جهدا في استخراجه من باطن الارض ثم ترميمه وصيانته والمحافظة عليه بتخزينه في المخازن او عرضه في المتاحف كما انه يسهر على حمايته ومن اهم اولويات مصلحة الآثار حماية ذلك الارث الحضاري ، ونستطيع القول ان  حماية هذه الآثار وقت السلم مقدور عليها في حال توفر الاجهزة الامنية والعين الساهرة واليد الامينة الا انه في وقت الحرب وانفلات الامن تصعب هذه المهمة وتعكس ظلالها على الآثار وحمايتها. ودعونا مع الصور نقف وقفات لنتذكر ما حدث للآثار في ليبيا اثناء ثورة 17 فبراير وما المجهودات التي بذلت في هذا الشأن من خلال عرض صور مشّرفة واخرى سلبية تتسم بالعمومية وعدم ذكر اسماء الاشخاص  قدر الامكان وهنا  تكريم او نقد الافعال لا الاشخاص.
صورة مشّرفة 1
وقوف الباحثين والعاملين في مجال الآثار وبعض رجال الشرطة السياحية عند اندلاع الثورة في مراقبات الآثار لحماية الآثار في مراقباتهم واقفالهم للمتاحف وقفل المخازن بسد ابوابها بالحجر والاسمنت او بلحام ابوابها الحديدية، ونقل بعض المقتنيات المميزة وتخزينها في اماكن خاصة او في منازلهم بعد جردها ، إضافة الى تجنيد انفسهم كحراس للمباني الادارية التابعة للآثار والمتاحف والمخازن ، وبقائهم في اماكن عملهم يحرسون الآثار على الرغم من الانفلات الامني وعدم وجود سلاح عند بعضهم، وبعض المتطوعين لا يزال يقوم بالحراسة حتى يومنا هذا.
صورة سلبية 1
عندما كان اهالي بنغازي مشغولون بالثورة  ويتجمعون في ساحة المحكمة للمناداة بالحرية كانت هناك فئة مريضة تسعى للتدمير والنهب فعلى مقربة من المحكمة حيث يوجد المصرف التجاري الوطني التي خزنت به وديعة من مصلحة الآثار تمثلت في كميات كبيرة من العملات المتنوعة ومقتنيات اخرى ارسلت الى ايطاليا عام 1941 عندما كانت بنغازي في اتون الحرب العالمية الثانية وارجعت عام 1961 واودعت في ذلك المصرف لحمايتها إضافة الى مقتنيات اخرى اودعتها مراقبة آثار بنغازي لقيمتها (364 عملة ذهبية 2433 عملة فضية و 4484 برونزية و 306 قطعة من المجوهرات المتنوعة و 43 قطعة أثرية متنوعة)، وتلك خزنت في صندوقين من الخشب وخزانة حديدية وضعت في قبو محصن في اسفل المصرف لكن اشخاص من المؤكد كانوا يعرفون مكانها وقيمتها قاموا بعمل حفرة في ارضية الطابق الاول للمصرف للنزول الى الاسفل وسرقة هذا الكنز، على الرغم ان الفتحة تظهر ضيقة ، ولعل التحقيق الجدي قد يؤدي الى معرفة حقيقة هذه السرقة التي لم يعلم بها الا في 25 مايو2011 اي بعد حدوثها بفترة ، وقد نتج عنها سرقة الآف العملات الأثرية ومقتنيات أثرية قيّمة ووصل عدد المنهوب حوالي 7000 قطعة أثرية ، وهذا ما اصبح يعرف في العالم باسم كنز بنغازي المنهوب.
صورة مشّرفة 2
تنادى اختصاصي الآثار في بنغازي وشحات وكونوا لجان لتدارس وضعية الآثار في شرق ليبيا وعقدوا عدة اجتماعات نتج عنها اعداد تقارير عن وضعية الآثار والاتصال بالجهات المسؤولة آنذاك طلبا للحماية ، وقد توقف نشاطهم بعد تكليف المجلس الانتقالي مسؤولا عن الآثار في شرق ليبيا. كما ادى حراك المجتمع المدني الى تأسيس جمعية للاهتمام بالآثار نقصد الجمعية الليبية للآثار والتراث في بنغازي  ثم اسست جمعيات مشابهة الهدف في مدن اخرى ،إضافة الى صدور صحيفة تخص الآثار لزيادة الوعي الأثري بين المواطنين ونقصد صحيفة آفاق أثرية.إضافة الى دورات اقيمت لتوعية المواطنين والطلاب بقيمة الآثار في بنغازي وشحات.وهناك وقفات احتجاجية نظمتها عدة جمعيات اهلية تدعو الدولة الى الاهتمام بالآثار وحمايتها.
 صورة سلبية 2
اثناء الانفلات الامني في بداية ثورة فبراير تكالب من انعدمت ضمائرهم وهاجموا مكاتب مراقبة آثار بنغازي في قصر البركة وسرقوا منه الكثير من مقتنياته ، وقد تدخل مجموعة من الأثريين من قسم الآثار ومن العاملين بالمراقبة لإنقاذ ما يمكن انقاذه ونجحوا في نقل اغلب الاثاث والمكتبة والمقتنيات الأثرية المخزنة هناك، وهنا برز دور بعض المتطوعين الذين اسهموا في هذا العمل ويطيب لنا ان نشكر شركة اشبيليا للتنفيذ والتشغيل والصيانة العامة التي وفرت سيارات للنقل وساهم مدراء الشركة بأنفسهم في المساعدة في اعمال النقل.
صورة مشّرفة 3
ذلك البطل الذي كان يحرس السراي الحمراء و لاسيما المتحف الوطني بها والذي ظل 13 يوما متواصلة في مكانه منذ تحرير طرابلس خلال العشر الاواخر من شهر رمضان وعيد الفطر ، يقوم بواجب الحراسة وحماية الموروث الحضاري الليبي ذلك البطل هو إبراهيم محمد صالح الزنتاني الذي قال عما فعله " لا اعتبر نفسي بطلا ، هذا واجب وطني واشعر بالفخر والاعتزاز لانني دافعت على المتحف والاهم انني اول من قام بتعليق علم الاستقلال على السراي".
صورة سلبية 3
اتخذت كتائب الطاغية اماكن لها في بعض المواقع الأثرية والمتاحف لاسيما في غرب ليبيا وهذا ادى الى سرقة بعض المتاحف او تدمير جزء من مبانيها مثل متحف بني وليد الذي تعرض للكثير من الاذى  ، ومتحف مصراتة الذي سرقت جزء من معروضاته ، والمتحف الاسلامي بطرابلس الذي خزنت به اسلحة ، ومتحف ليبيا الذي استقرت به الكتائب ودمرت اجهزته ، ودمرت القذائف الجزء العلوي من ضريح صفيت  في جبل نفوسة ، وهناك قذائف دمرت جزء من قصر نالوت، وقذائف دمرت جزء من ضريح في ساحة متحف بني وليد.
صورة مشّرفة 4
العاملين بمصلحة الآثار في طرابلس يقومون بإخفاء بعض معروضات المتحف الوطني عن طريق حصرها داخل جدران وهمية ، ونقل بعض المعروضات مثل الفخار والمصابيح والزجاج والمعادن والعملة إلى أماكن آمنة .
صورة سلبية 4
قيام بعض المواطنين بالاعتداء على بعض المواقع الأثرية سواء بالبناء عليها او جرف بعضها مثل منطقة القصيبات في الفعكات قرب بنغازي ، وسيرة ام الشقة قرب دريانة ، وجرف كنيسة بيزنطية في عين خارقة قرب البيضاء ، و العبث بمقابر الجغبوب وسرق عدد غير معروف من المومياء ، والتنقيب العشوائي في الكثير من المواقع الأثرية، والاستيلاء على بعض مباني مصلحة الآثار مثلما في طلميثة حيث استولت اسرة على منزل كنت تخزن به مجموعة من القطع الأثرية وسكنت به ودمرت اجزاء مما يحويه من آثار ، واستولي على مباني اخرى في شحات واجدابيا ، ومتحف طبرق ايضا.
صورة مشّرفة 5
بعض المتخصصين بالآثار الليبية من ليبيين واجانب يزودون الناتو بإحداثيات المتاحف الأثرية وبعض المواقع حتى لا يتم قصفها بالخطأ.
صورة سلبية 5
تمكن احد اللصوص من سرقة اربعة أواني فخارية من طراز الصور الحمراء الاتيكية بعد الاعتداء على متحف مدينة سوسة، وتم القبض على مشتبه به لكن اخلي سبيله ولم تسترجع المسروقات التي نهبت.
صورة مشّرفة 6
قيام الشركة العالمية لخدمات الكهرباء " جيسكو" بدعم الموروث الثقافي الليبي حيث قامت الشركة بترميم برج الساعة بطرابلس و اعمال حول قوس ماركوس اوريليوس وترميم جزء من السراي الحمراء ، وصيانة متحف سوسة وإعادة افتتاحه، وترميم منارة سيدي خريبيش في بنغازي ، ودعم اعداد من صحيفة آفاق اثرية.
صورة سلبية 6
عدم اهتمام المسؤولين في قطاعات الدولة المختلفة لاسيما تحت ادارة المجلس الانتقالي بقطاع الآثار حيث قدمت الكثير من الشكاوي من قبل مصلحة الآثار ومراقباتها الى جهات أمنية دون ان تكون هناك جدية من الطرف الاخير لحماية الآثار او معاقبة المعتدين.
صورة مشّرفة 7
لكل الذين بذلوا اي جهد ايجابي لحماية الآثار والتحقوا بأعمالهم مبكرا وكانت لهم اسهامات وجهود فعال من اجل آثار ليبيا وحضارتها و لا اخص العاملين بمصلحة الآثار فقط بل ايضا المتطوعين من المجتمع المدني واساتذة وطلاب الجامعات، وعناصر من البعثات الاجنبية المنقبة عن الآثار في ليبيا، والمؤسسات الدولية التي اهتمت بمعاناة الآثار الليبية.
صورة سلبية 7
الذين هرّبوا مقتنيات أثرية خارج ليبيا او باعوها بدون وجه حق داخل البلد من اجل الحصول على اموال من وراء بيعهم لتاريخهم وحضارتهم ، ونتج عن ذلك ضياع جزء من موروثنا الثقافي.

صورة مشّرفة جدا :
الشهيد علي صالح الصاري احد ضحايا محرقة معسكر اليرموك بطرابلس يوم 23 اغسطس 2011 ، وهو من ابناء مدينة زليتن واحد شعرائها التحق مبكرا بثورة 17 فبراير ولديه قصائد في تمجيدها ، كان الشهيد من خريجي قسم الآثار بجامعة بنغازي عام 1984 وعمل في التعليم اولا ثم انتقل للعمل في مصلحة الآثار وقد تولى مهام رئاسة مكتب آثار مصراتة منذ عام 2008 ، وله سمعة طيبة بين زملائه ، وقد قبض عليه بعد اشتراكه في معركة البازة في زليتن يوم 18 اغسطس 2011 ونقل الى معسكر اليرموك بطرابلس ويرجح انه احرق مع مجموعة الشهداء الذين احرقتهم كتائب الطاغية في ذلك المعسكر اللهم تقبلهم من الشهداء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق