السبت، 20 سبتمبر 2008

الاحتفال باليوم العالمي للمواقع الآثرية


كتب خالد الهدار في موقع قسم الاثار بجامعة قاريونس تفاصيل ذلك الحفل على النحو الاتي :


صادف يوم الثامن عشر من شهر الطير ابريل عام 2004 اليوم العالمي للمواقع الآثرية وبهذه المناسبة قام قسم الاثار بالاحتفاء بهذه المناسبة وإحياؤه في احتفال متواضع في شكله العام غني بمعانيه وما قدم فيه ، وذلك بمدرج المرحوم د.رجب الاثرم ( مدرج 3 بكلية الاداب) وقد افتتح الحفل الذي حضره مجموعة من طلبة القسم و الاقسام الاخرى ولفيف من اساتذة الكلية و وبعض المدعوين من مراقبة آثار بنغازي و على رأسهم أ. ابراهيم الطواحني مراقب آثار بنغازي ، وبعض افراد البعثة الآثرية الفرنسية في ليبيا و على رأسهم البرفسور اندريه لاروند رئيس البعثة ، والذي تمت دعوته من قبل امين قسم الاثار (أ. خالد محمد الهدار) للمشاركة بمحاضرة على هامش هذا الاحتفال ، كما حضر الاحتفال أ.د. محمد المبروك الدويب امين اللجنة الشعبية لكلية الاداب ، وقد بدأت مراسم الاحتفال بوقفة حداد و قراءة الفاتحة ترحما على ارواح شهداء الفالوجة والعراق و شهداء الارض المحتلة . وقد احتفل بهذه المناسبة بطريقة مختلفة حيث سٌلط الضوء على المواقع الآثرية في ليبيا على وجه الخصوص من حيث ابراز اهميتها ووضعيتها الراهنة والتركيز على الاضرار التي تتعرض لها وسبل حمايتها وذلك من خلال مشاركة اعضاء هيأة التدريس بالقسم باوراق تتناول هذه المواقع و طرق حمايتها . وقد استهل الاحتفالية أ. خالد الهدار بالحديث عن المواقع الآثرية بالجماهيرية على النحو الاتي :

الجماهيرية من البلدان الغنية بالمواقع الآثرية وتنتشر هذه المواقع على رقعة جغرافية ممتدة على غالبية الاراضي الليبية و تتميز بتنوعها الحضاري وهي مرآة صادقة لتاريخ وحضارة الشعب الليبي الموغلة في القدم منذ عصور ماقبل التاريخ مرورا بالحضارات التاريخية المتنوعة الاغريق في الشرق و الفينقيون في الغرب ثم السيادة الرومانية على الساحل الليبي ثم البيزنطيين ثم المسلمون ، وقد تركت تلك الحضارات اثارا لتدل عليها تمثلت في المواقع الآثرية التي كشفت عنها معاول الاثريين ودرستها وحولتها الى تاريخ مكتوب لحضارة وتاريخ الشعب الليبي ، وقد تنوعت الفترات الزمنية التي ترجع اليها تلك المواقع وفقا لتنوع الحضارة التي تنسب اليها.
لدينا مواقع ما قبل التاريخ و مواقع الحضارة الاغريقية و المواقع الرومانية والمواقع الاسلامية و غيرها وكل هذه المواقع لها طبيعة خاصة من حيث طبيعة آثارها وموقعها والظروف البيئية التي تتعرض لها ومن ثم فان حمايتها والمحافظة عليها يختلف من موقع الى آخر على سبيل المثال المواقع الآثرية الصحراوية و المواقع الآثرية الموجودة في الشمال.
من الضروري الاشارة الى ان تلك المواقع قد تعرضت للكثير من الاخطار بدأ منذ الكشف عنها بواسطة الرحالة الاجانب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الذين اتبعوا اساليب خاطئة للكشف عن آثارها والوصول الى اللقى المختلفة من منحوتات ونقوش و عملة وغيرها وكان من نتائج اعمالهم ان دمرت الكثير من الطبقات الآثرية للوصول الى غاياتهم.
ترتبط بداية الكشف المنظم عن الاثار في ليبيا بالاحتلال الايطالي حيث يرجع الفضل للايطاليين في الكشف عن الكثير من آثار المواقع الآثرية بعد تأسيسهم لادارة خاصة بالاثار تولت اعمال الكشف و التنقيب في الكثير من المواقع الآثرية الواقعة شمال الجماهيرية ، وتركزت اعمالهم على الكشف على المباني ومعالم المواقع الآثرية دون استعمال اساليب علمية دقيقة اهمها التسجيل و التوثيق ودراسة التسلسل الطبقي وغيرها مما ادى الى تدمير الكثير من الطبقات الحضارية مما انعكس على متابعة التسلسل الزمني الدقيق للكثير من المواقع الآثرية.
من الضروري التذكير على الاثار السلبية التي تركتها الحرب العالمية الثانية على المواقع الآثرية في ليبيا .
الاهتمام بالمواقع الآثرية وحمايتها بدأ في ستينيات القرن العشرين او بعد تأسيس مصلحة الاثار في ثوبها الليبي .
وقبل التطرق للتشريعات القانونية التي اصدرتها الدولة الليبية لحماية المواقع الآثرية تنبغي الاشارة الى ان التشريعات و القوانين كفلت حماية المواقع الآثرية على اعتبارها ممتلكات ثقافية و ارث حضاري من الضروري المحافظة عليه وحمايتها بشتى الوسائل ، وبسبب اهميتها الثقافية والحضارية وانها مرتبطة بالهوية الوطنية والقومية للشعوب المختلفة لذا فلم تهملها القوانين والتشريعات الدولية و كذلك المحلية ، ويمكن الاشارة الى المادة 56 من معاهدة قوانين واعراف الحرب التي وقعت في لاهاي بتاريخ 29/7/1899 التي نصت على عدم تدمير النصب و المباني التاريخية والاعمال الفنية ، كما ان المعاهدة التاسعة حول اعمال القصف من قبل القوات البحرية التي وقعت في لاهاي في 18/10/1907 نصت على وجوب الحذر عند القصف من البحر وتجنب ما امكن قصف النصب و المباني التاريخية ، وعلى الرغم من هذا فلم تراع تلك المعاهدات اثناء الحرب العالمية الاولى والثانية حيث تعرضت المواقع الآثرية للتدمير بسبب الحرب ، وهذا دعا اليونيسكو الى عقد مؤتمر في لاهاي ما بين 21/4/ الى 14/5/1954 تبنى معاهدة لحماية الملكية الثقافية اثناء الحرب والسلم معا ، واقرت ان حمايتها لاتكون فعالة الا باتخاذ تدابير دولية ووطنية ، كما اهتمت المنظمة الدولية (اليونيسكو) باصدار قانون دولي لحماية المواقع الآثرية و التنقيب بها صدر في نيودلهي في 5/12/1956 واوصى اليونيسكو ان على جميع الدول ان تضع في تشريعاتها و قوانينها ما تراه مناسبا لتحقيق التوصيات التي صدرت في نيودلهي ، وقد تركزت تلك التوصيات على ضرورة احترام المواقع الآثرية وعدم العمل على العبث بها و تدميرها بل ضرورة المحافظة عليها بشتى الوسائل اهمها ان تكون محمية وفقا للتشريعات النافذة .
وعند النظر الى التشريعات التي صدرت لحماية الاثار في ليبيا فمن الناحية التاريخية يرجع اقدمها الى نهاية العهد العثماني الثاني ، ثم اصدر الايطاليون بعد احتلالهم لليبيا الكثير من التشريعات الخاصة بالاثار نصت على حماية المواقع الآثرية مثل قانون او المرسوم الصادر في نهاية عام 1914 وغيرها من المراسيم الاخرى التي اصدرها الايطاليون اثناء اداراتهم للبلاد وعنت بالاثار والمواقع الآثرية ، وفي عام 1943 اصدرت الادارة البريطانية مجموعة من التعليمات القانونينة بشأن حماية المواقع الآثرية لا سيما بعد الاضرار التي تعرضت لها اثناء الحرب العالمية الثانية ، كما اصدرت الدولة الليبية القانون رقم 11 لعام 1953 التي اهتم بالمواقع الآثرية وحدد المواقع المحمية بموجب هذا القانون ، و قد اجريت عليه تعديلات و اضافات في القانون رقم 40 الصادر عام 1968 الذي الغي بالقانون رقم 2 لعام 1983 ، واخيرا القانون رقم 3 الصادر في 1993 ومازال معمول به حتى الان ، اهتم الفصل الثالث من القانون الاخير بحماية الاثار والمواقع الاثارية حيث اعتبرتها المادة الرابعة والخامسة من الاموال العامة و من الممتلكات الثقافية ونصت المادة التاسعة على الجهات المعنية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الاثار في زمني السلم والحرب ، واعتبار المواقع الآثرية من الاماكن الحيوية الهامة ونظمت بقية مواد الفصل الثالث (10-34 )من هذا القانون الكثير من الاجراءات التي تخص الافراد او الجهات و التي تؤمن حماية الاثار و المواقع الاثارية ، ومن حيث العقوبات فقد نص الفصل الخامس (المواد 51 - 57) على العقوبات الرادعة لكل منتهك لاحكام هذا القانون ، وتمحورت العقوبة ما بين الحبس و الغرامة المالية ، اما الحبس فهو لا يزيد على سنة واحدة ، واقصى غرامة مالية وصلت الى 20000 دينار ، وبصورة عامة فان هذه العقوبات قد تكون غير رادعة و تحتاج الى مضاعفتها وتكون اكثر تفصيلا ودقة في شأن حماية الاثار و المواقع الآثرية .وقد حددت اللائحة التنفيذية لهذا القانون بعض التفاصيل التي من شانها حماية المواقع الآثرية (الفصل الثالث المواد 4- 10) و الفصل الرابع المواد 11- 15 .
وفي الختام فان المشكلة ليست في تشديد العقوبات بل المشكلة في عدم تطبيق تلك القوانين .حتى الجهات القضائية المنوط بها تطبيق تلك القوانين على المخالفين في كثير من الامثلة كان هناك تهاون في تطبيقها . (مشكلة سيدي عبيد ، التعامل مع من يحفر في المواقع الآثرية ، التعامل مع قضايا سرقة الاثار).
اما محاضرة البرفسور لاروند فقد كانت ذات شقين ، تناول في الشق الاول منها ملاحظاته عن مدينة يوسبريدس (سيدي عبيد) و اسباب هجرها في القرن الثالث ق.م. و الانتقال الى موقع جديد و تأسيس بيرينيكي (سيدي خريبيش) ، و الملفت للانتباه ان الاراء التي توصل اليها في هذا الصدد منذ ربع قرن قد أكدتها البعثة الانجليزية المنقبة حاليا في يوسبريدس .
اما الشق الثاني من محاضرته فكان عن حماية المواقع الآثرية في ليبيا و المحافظة عليها ، وقد ركز من مداخلته على تفعيل الوعي الاثري عند المواطنين ، والذي سينعكس على حماية المواقع الآثرية .
و قد اعقب محاضرته بعض التعقيبات من د. محمد الذويب و بعض الزملاء .
وكانت المداخلة الثانية من جانب أ. جمعة كشبور الذي تحدث فيها عن الاخطار التي تهدد المواقع الآثرية في ليبيا و سبل حمايتها و المحافظة عليها .
و ركزت مداخلة أ. أحمد ابوزيان على الحديث عن الاضرار التي تعرضت لها مدينة توكرة الآثرية ، ومدينة يوسبريدس ، وموقع فلينو قرب برسس ووضح من خلال الصور التي استعرضها جسامة تلك الاضرار وتنوعها .
اما مداخلة أ. صالح العقاب فقد تمثلت في ملاحظات عامة عن حماية المواقع الآثرية والمحافظة عليها ، و قد ركز على الوعي الاثري و تطبيق القوانين ، و الاتصال بالجهات المسؤولة ، و تسجيل المواقع الاثرية يعد حماية لها .
كما تحدث أ. سعد ابوحجر في مداخلته عن حماية المواقع الآثرية الى تعود الى عصور ما قبل التاريخ لا سيما في جنوب الجماهيرية ، وما الاخطار التي تتعرض لها تلك المواقع و سبل حمايتها .
وقد تسنى لبقية اعضاء هيأة التدريس بالقسم وبعض الحاضرين من تقديم مداخلات مفيدة عن حماية المواقع الآثرية وواقعها الحالي ، منها مداخلة د. فرج محمود الراشدي ،التي ركزت على توعية المواطن باهمية الموقع الاثري و ضرورة المحافظة عليه ، اما مداخلة د. سعدي الدراجي فقد خصصت للمواقع الآثرية العراقية وما تعرضت له من اخطار اثناء الغزو الامريكي للعراق ، وقد قام أ. ابراهيم الطواحني (مراقب آثار بنغازي) بمداخلة عن الاجراءات التي تقوم بها مصلحة الآثار لحماية المواقع الاثرية في ليبيا ، كما شارك د. ابراهيم المهدوي من قسم المكتبات بمداخلة عن واقع المواقع الآثرية في ليبيا وتقصير مصلحة الاثار في هذا الشأن .

ومما يجدر ذكره ان المداخلات السابقة في مجموعها لم تخرج عن النقاط التالية :

1-مسؤولية حماية المواقع الآثرية لا تقع على عاتق الجهات المختصة فقط بل تتعداها الى المواطنين بالدرجة الاولى .

2-مصلحة الاثار و مراقباتها وهي الجهة المناط بها حماية المواقع الآثرية تحتاج الى دعم مادي و معنوي من اجل المحافظة على المواقع الآثرية وحمايتها.

متاحف في العالم تعرض اثارا نهبت من ليبيا

الاف من القطع الاثرية تعرض في المتاحف التالية فمن يسترجع تلك الاثار ويعيدها الى وطنها ؟ .
1-المتحف البريطاني 2- متحف جامعة اكسفورد (المتحف الاشمولي) 3- متحف جامعة مانشيستير . 4- المتحف الوطني في اسكتلندا . 5-متحف جامعة جلاسكو في اسكتلندا 6- متحف سوانسي في ويلز . 7-متحف اللوفر 8- متحف الخزف في سيفريه . 9- قاعة الميداليات بالمكتبة الوطنية بباريس 10- متحف القديس رايموند في تولوز 11- متحف كاربنتراس 12- متحف بورلي بمرسيليا 13- متحف اينيري في باريس 14-متحف روما الوطني (المتحف الوطني الروماني في روما). 15- متحف الفاتيكان . 16- متحف نابلي 17- متحف قلعة ايستينزي في مدينة مودينا شمال ايطاليا 18- متحف كورير الوطني بفينيسيا 19- المتحف الاثري في فينيسيا. 20-متحف الميتروبوليتان بنيويورك 21- متحف جامعة هارفاد . 22- متحف جامعة يال .23- متحف ديترويت للفنون 24- متحف جامعة إكستير .25-متحف بوسطن للفنون الجميلة 26- متحف المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو 27- متحف كليفيلاند للفنون الجميلة (اوهايو) 28- متحف جلينكارين في بنسلفانيا 29-المتحف الوطني باثينا 30- بعض متاحف كريت وهي : متحف هيراكليون ، متحف خانيا ، متحف ريتمنو ، متحف رودين 31- المتحف الوطني للاثار باسطنبول 32- متحف إزمير الأثرى 33- متحف امستردام . 34- المتحف الوطني للاثار في ليدن 35-متحف لينينغراد في روسيا . 36- متحف بروكسل في بلجيكا . 37- متحف برلين للاثار 38- متحف بيليزايوس في هيلدسيم في الماني 39- متحف مدريد الوطني في أسبانيا . 40- متحف فاليتا الوطني في مالطا41- متحف مدينة جراتس في النمسا. 42- المتحف الاغريقي الروماني في الاسكندرية .43- متحف الجامعة الامريكية في بيروت . 44- متحف سيدني ومتحف مليبورن في استراليا 45- متحف كوبنهاجن (الدانمارك) 46- المتحف الاثري في فيينا 47- متحف الارميتاج في روسيا .

السيرة الذاتية للباحث خالد محمد عبدالله الهدار



من مواليد بنغازي في ليبيا عام 1963

-تخرج في قسم الاثار عام 1985 (جامعة قاريونس ) بتقدير جيدجدا.

-عمل باحثا اثريا في مصلحة الاثار و تحديدا في مكتب آثار العقورية ثم امينا لمتحفها ثم امين مكتب آثار العقورية ، خلال الفترة من 1986-1990، وباحثا في مراقبة آثار بنغازي حتى شهر مايو 1992.

-شارك في العديد من الحفريات الاثرية التي اجريت في ليبيا سواء مع البعثاث الاجنبية ام الفرق المحلية .

-تحصل على ماجستير في الاثار الكلاسيكية من جامعة قاريونس عام 1997 بتقدير ممتاز .

-شغل وظيفة معيد بقسم الاثار منذ عام 1992 .

-عين مساعد محاضر في الاثار الكلاسيكية عام 1997 ثم محاضرا منذ 2001 وأستاذا مساعدا منذ 2006.

-شغل وظيفة امين لقسم الاثار من نهاية 2002 الى نهاية عام 2006.

- يدرس في فرنسا منذ 2007 .

-نشر العديد من الابحاث الاثرية و التاريخية التي تهتم بتاريخ ليبيا و حضارتها .

-اهتم اهتماما خاصا بقضية الاثار المسروقة من ليبيا و قدم حولها الكثير من الدراسات ، وهناك كتاب حول هذا الموضوع في طريقه للنشر.

البريد الألكتروني : nornor_87@yahoo.com

الانتاج الفكري للباحث خالد محمد الهدار

اولا : كتب منشورة:

- خالد محمد الهدار ، دراسة القبور الفردية (الصندوقية) ، واثاثها الجنائزي في تاوخيرا (توكرة القديمة) خلال الفترة من اواخر القرن الخامس ق.م. حتى القرن الاول الميلادي ، منشورات جامعة قاريونس بنغازي 2006.

ثانيا كتب تحت الطبع:

1- اوراق ليبية ، دراسات على هامش آثار ليبيا و تاريخها ، تحت الطبع ضمن منشورات جامعة قاريونس.

2- دراسات عن الآثار الليبية في المتاحف العالمية ( نهب آثار ليبيا) ، تحت الطبع ضمن منشورات جامعة قاريونس.

3- مدينة توكرة الاثرية ، مدخل الى دراسة تاريخها و آثارها تحت الطبع ضمن منشورات جامعة قاريونس.

4- مقالات عن الآثار الليبية ، ضمن منشورات مصلحة الآثار.

ثالثا : المؤتمرات والندوات والمحاضرات:

1- الموسم الثقافي الاول بكلية الاداب جامعة قاريونس عام 1995 .

عنوان المحاضرة : تاريخ الكشف الاثري في ليبيا .

2- الملتقى الجغرافي الرابع (الجمعية الجغرافية الليبية ) ، جامعة قاريونس / المرج . 11/4/1426 م.

عنوان البحث : دور رحالة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في الكشف الاثري في شرق الجماهيرية . (غير منشور)

3 - ندوة السياحة في ليبيا ، الامكانيات والمعوقات . القرية السياحية 15-16/10/1997 عنوان البحث ، المتاحف الاثرية في ليبيا ودورها في السياحة بين الواقع و الطموح .و قد نشر في د. سعد القزيري (تحرير) السياحة في ليبيا الامكانيات و المعوقات ، الزاوية : دار اساريا : 2002 ، ص ص.235-262 .

4- ندوة التكامل العربي الافريقي ، افاق وتحديات ، 23-25 /5/1430 م عنوان البحث : نهب آثار افريقيا وحضارتها .

خالد محمد الهدار ، "نهب آثار افريقيا وحضارتها ج1" الثقافة العربية ، العدد المزودج 270-271 السنة 33 ، ابريل - مايو 2006 ، ص ص.36-48 .

خالد محمد الهدار ، "نهب آثار افريقيا وحضارتها ج2 " الثقافة العربية ، العدد 272 لسنة 33 ، يونيه 2006 ، ص ص. .

5- المؤتمر الاول للدراسات و الاكتشافات الاثرية في الجماهيرية . 22-23 /9 / 1998 .

عنوان البحث : حفريات القبور الفردية في تاوخيرا 1988-1990 م . (غير منشور)

6-المؤتمر التاريخي السنوي الخامس للجمعية التاريخية العربية الليبية ، جامعة سلوق 21-23/9/2002 ف

عنوان البحث : الاضرار التي لحقت بالاثار في ليبيا اثناء الاحتلال الايطالي و الحرب العالمية الثانية . (غير منشور)

7-المؤتمر التاريخي السنوي الثاني للجمعية التاريخية العربية الليبية ، جامعة قاريونس ،/3/1995 ف.

عنوان البحث :حول الاثار المسروقة من المدن الاثرية بشرق الجماهيرية و المعروضة في المتاحف العالمية .

و قد نشرت الدراسة في العدد الثاني من مجلة الجمعية (مجلة آفاق تاريخية) العدد 2 (1997) ص ص.87-114

8- الندوة العلمية التاسعة حول تاريخ الاوضاع الصحية في ليبيا خلال الفترة 1550-1950 ف ، المنعقدة خلال الفترة 30/6 الى 4/7/2001 .

عنوان البحث : مدونات الرحالة الاجانب عن الاوضاع الصحية في برقة منذ القرن الثامن عشر حتى اوائل القرن العشرين .

و قد نشرت الدراسة في العدد 2/23 من مجلة البحوث التاريخية (2001) ص ص.105-139 .

واعيد نشرها في : محمود الديك (تحرير) ، الاوضاع الصحية في ليبيا 1835-1950 ، اعمال الندوة العلمية التاسعة التي عقدت بمدينة المرج في الفترة 30/6 الى 4/7/2001 ، طرابلس : 2009 ، ص ص.49-82.

9-الندوة العلمية الحادية عشر لمشروع تدوين التاريخ الثقافي و الاجتماعي والاقتصادي و السياسي للمجتمع الليبي 1550-1950 ، المؤرخ محمد مصطفى بازامه (1923-2000 ) حياته وآثاره في اطار حركة التوثيق و البحث التاريخي المعاصر، طرابلس : 15-17 /12/2002ف .

عنوان البحث : إسهام المؤرخ محمد بازامه في دراسة التاريخ الليبي القديم (دراسة بيبلوغرافية منهجية) .(في طريقه للنشر)

10- الندوة العلمية التي اقامها مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية حول بحوث ودراسات د. محمد عبدالكريم الوافي يوم 16/3/2005 .

عنوان البحث : ملاحظات حول ترجمة د. الوافي لكتاب لاروند الموسوم بكيريني و ليبيا الهللينيستية ، (في طريقه للنشر في كتاب اوراق ليبية).

11- محاضرة بعنوان (نهب آثار بنغازي) القيت بتاريخ 21 /6/ 2005 في الموسم الثقافي الاول الذي نظمه مركز جهاد الليبيين فرع بنغازي .

12- ندوة عن الاضرار الناجمة عن الحرب العالمية الثانية في ليبيا بمناسبة الذكرى الستون لانتهاء الحرب العالمية الثانية (طبرق 25-27/9/2005).

عنوان البحث : الاضرار التي لحقت بالاثار خلال الحرب العالمية الثانية 1940-1943 .

13-محاضرة بعنوان (تاريخ المتاحف الأثرية في ليبيا) القيت بتاريخ 22 /2/ 2006 في الموسم الثقافي الثاني الذي نظمه مركز جهاد الليبيين فرع بنغازي بدار الكتب الوطنية.

14- ورشة العمل الثاني حول الآثار بعنوان "قورينا مركز الإشعاع الثقافي والإقتصادي" بإشراف القيادة الشعبية الإجتماعية بالجماهيرية. البيضاء - شحات، 21-22/06/2006.

عنوان البحث: نهب آثار مدينة كيريني (شحات).

15- محاضرة بعنوان وقائع جديدة من رحلة الجراح الفرنسي كلود جرانجيه الى ليبيا ما بين1733-1734 القيت بتاريخ 14/5/2008 بمركز جهاد الليبيين في طرابلس ضمن موسمه الثقافي لعام 2008.

16- محاضرة بعنوان " الاثار الليبية المنهوبة والمهجرة وكيفية استردادها " القيت بتاريخ 23/12/2009 بمصلحة الاثار بطرابلس ضمن موسمها الثقافي لعام 2009-2010.

17- المشاركة في المؤتمر الدولي للتعاون من اجل حماية واستعادة التراث الثقافي المنعقد في القاهرة خلال يومي 7-8/4/2010 .

18- المشاركة في ورشة العمل المنعقدة على هامش احتفالية عودة بعض الاثار الليبية المهجرة ، التي اقامتها مصلحة الاثار ما بين 26-27 /5/2010 ، وقد كانت المشاركة بورقة علمية تحت اسم " مدخل الى النقوش الجنائزية قي توكرة " .

19- محاضرة عن الآثار الليبية ، القيت في اليونسكو / باريس بتاريخ 16/7/2010 ضمن فاعليات المخيم الثاني للشباب الليبي المغترب بدول الاتحاد الاوروبي .

20- المشاركة في المؤتمر الثالث عشر للاتحاد العام للاثريين العرب ، المنعقد في طرابلس ما بين 24-26/10/2010 ، وقد كانت المشاركة بورقة علمية لم يكتمل القائها بعنوان " فسيفساء بيزنطية من مدينة توكرة الاثرية " .

21- المشاركة في المؤتمر الدولي للمعرفة الاستعمارية والهويات في البلاد المغاربية ، الذي اقامه في طرابلس المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية ، ما بين 7-10/11/2010 ، وقد كانت المشاركة بورقة علمية بعنوان " تطور الكشف الاثري في ليبيا اثناء الاحتلال الايطالي وكيفية استغلال الاثار لاغراض استعمارية " .

رابعا :الدراسات المنشورة:

1- في الدوريات :

1- خالد محمد الهدار ، و منى بالخير ،" القصر الفاطمي في اجدابية " الثقافة العربية ، 2(1987) ص ص.44-53 .

2- خالد محمد الهدار ، " جولة دراسية داخل متحف توكرة " مجلة آثار العرب ، 2 (1991) ص ص. 70-74

3- خالد محمد الهدار ، " استعراض لبعض التحف المعدنية العربية الاسلامية واثرها على صناعة التحف المعدنية في اوربا " مجلة آثار العرب ، 5 (1992) ص ص. 71-80 .

4- خالد محمد الهدار ، " عن تاريخ النقود عن العرب " تراث الشعب 30(1992) ص ص.112-120.

5- خالد محمد الهدار ، " اثر السجاد الاسلامي في اوربا " مجلة البحوث التاريخية ، 1/14 (1992) ص ص.179-200.

6- خالد محمد الهدار ، دراسات عن تأثير الفن الاسلامي في اوروبا المنسوجات الاسلامية وتأثيرها في اوروبا " مجلة البحوث التاريخية ، 2/14 (1992) ص ص. 147-170.

7- خالد محمد الهدار ، "نقوش رومانية من توخيرا " مجلة كلية الاداب ، 19-20 (1995-1996) ص ص.237-271 .

8- خالد محمد الهدار ، " تاريخ الكشف الاثري لمدينة تاوخيرة " مجلة البحوث التاريخية ، 1/ 19 (1997) ص ص.115-168.

9- خالد محمد الهدار ،،" حول الاثار المسروقة من المدن الاثرية بشرق الجماهيرية و المعروضة في المتاحف العالمية" مجلة آفاق تاريخية ، العدد 2 (1997) ص ص . 87-114

10- خالد محمد الهدار ، " دور الرحالة والقناصل الاوربيين في سرقة آثار مدينة قوريني " تراث الشعب 42-43(1998) ص ص.112-118.

11- خالد محمد الهدار ، " حول ترجمة كتاب رحلة الاخوين بيتشي " الثقافة العربية 3/26(1998) ص ص.56-62 .

12- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية الطرق التي وصلت بها الاثار الليبية الى المتاحف العالمية " الثقافة العربية 6/26(1998) ص ص.13-19.

13- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية الطرق التي وصلت بها الاثار الليبية الى المتاحف العالمية الحلقة الثانية " الثقافة العربية 7/26(1998) ص ص.29-37.

14- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية من آثارنا في متحف اللوفر" ، الثقافة العربية 9/26(1998) ص ص.34-39 .

15- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية تماثيل جنائزية من قوريني في متاحف عالمية " الثقافة العربية 2/27 (1999) ص ص.33-46.

16- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية لوحات حجرية مزخرفة من قوريني في متحف اللوفر " الثقافة العربية 3/27 (1999) ص ص.23-38.

17- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية كؤوس الاعياد الاثينية الليبية المعروضة في المتاحف العالمية كؤوس المتحف البريطاني ـ الحلقة الاولى " الثقافة العربية 4/27 (1999) ص ص.25-35.

18- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية كؤوس الاعياد الاثينية الليبية المعروضة في المتاحف العالمية كؤوس المتحف البريطاني ـ الحلقة الثانية " الثقافة العربية 5/27 (1999) ص ص.12-22.

19- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية منحوتات من مدينة قرزة الاثرية في المتحف الوطني للاثار باسطنبول ـ الحلقة الاولى " الثقافة العربية 7/27 (1999) ص ص.39-53 .

20- خالد محمد الهدار ، " اثارنا في المتاحف العالمية منحوتات من مدينة قرزة الاثرية في المتحف الوطني للاثار باسطنبول ـ الحلقة الثانية " الثقافة العربية 9/27 (1999) ص ص.38- 52 .

21- خالد محمد الهدار ، " المتاحف الاثرية في ليبيا " تراث الشعب 44-45 (1999) ص ص.50-64.

22- خالد محمد الهدار ، " مدونات الرحالة الاجانب عن الاوضاع الصحية في برقة منذ القرن الثامن عشر حتى اوائل القرن العشرين " مجلة البحوث التاريخية ، 2/ 23 (2001) ص ص.105-139.

23- خالد محمد الهدار ، " المتاحف الاثرية في ليبيا ودورها في السياحة بين الواقع و الطموح " في د. سعد القزيري (تحرير) السياحة في ليبيا الامكانيات و المعوقات ، الزاوية : دار اساريا : 2002 ، ص ص.235-262 .

24- خالد محمد الهدار ، " زيارة الرحالة الاسباني علي بك العباسي لطرابلس في اوائل القرن التاسع عشر " تراث الشعب 49-50 (2003) ص ص.98-132 .

25- خالد محمد الهدار ، " من منحوتات قوريني في المتحف البريطاني " تراث الشعب 51 (2004) ص ص.73-91 .

26- خالد محمد الهدار ، "عرض لترجمة الكتاب الرابع من تاريخ هيرودوت (الكتاب السكيثي و الكتاب الليبي) " الثقافة العربية ، العدد256 السنة 31 ، ابريل 2004 ، ص ص.80-85 .

27- خالد محمد الهدار ، عرض لكتاب

F.M.Elrashedy , Imports of Post – Archaic Greek Pottery into Cyrenaica .... ( BAR International Series 1022 , London:2002).

نشر في مجلة كلية الاداب العدد 24 (2003-2004) صدر في مايو 2008 ص ص.248-268.

28- خالد محمد الهدار ، الاضرار التي لحقت بالاثار في ليبيا خلال الاحتلال الايطالي و الحرب العالمية الثانية ، تراث الشعب 52 (2005) ص ص.146-176 .

29- خالد محمد الهدار ، "جولة في متحف طلميثة " الثقافة العربية ، العدد 267 السنة 33 ، يناير 2006 ، ص ص.73-80 .

30-خالد محمد الهدار ، "جولة في متحف قصر ليبيا " الثقافة العربية ، العدد 268 السنة 33 ، فبراير 2006 ، ص ص.81-88 .

31-خالد محمد الهدار ، "نهب آثار افريقيا وحضارتها " ج 1 الثقافة العربية ، العدد المزودج 270-271 السنة 33 ، ابريل - مايو 2006 ، ص ص.36-48 .

32- خالد محمد الهدار ، "نهب آثار افريقيا وحضارتها " ج 2 الثقافة العربية ، العدد 272 السنة 33 ، يونيو 2006 ، ص ص.19-31 .

33-خالد محمد الهدار ، "جولة في متحف بني وليد الاثري " الثقافة العربية ، العدد 286 السنة 34 ، 2007 ، ص ص . 97-112 .

34-خالد محمد الهدار ، "جولة في متحف جنزور الاثري " الثقافة العربية ، العدد 288 السنة 34 ، 2007 ، ص ص.129-137 .

35-خالد محمد الهدار ، "جولة بين معروضات متحف لبدة الاثري " الثقافة العربية ، العدد 289 السنة 34 ، 2007 ، ص ص.131-144 .

36-خالد محمد الهدار ، "جولة في متحف سوسة الاثري " الثقافة العربية ، العدد 290 السنة 34 ، 2007 ، ص ص.121-133 .

37-خالد محمد الهدار ، "جولة في متحف مدينة توكرة الاثرية " الثقافة العربية ، العدد 291 السنة 35 ، يناير 2008 ، ص ص.146-155 .

38-خالد محمد الهدار ، " عرض كتاب دراسة تحليلية للنقائش الفينيقية البونية " الثقافة العربية ، العدد 298 السنة 35 ، اغسطس 2008 ص ص . 107-112 .

39-خالد محمد الهدار ، " عودة فينوس قوريني من منفاها " الثقافة العربية ، العدد 299 السنة 35 ، سبتمبر 2008 .

40- خالد محمد الهدار ، " مشاهدات الرحالة الفرنسي كلود جرانجيه في ليبيا ما بين 1733- 1734 " مجلة البحوث التاريخية ، 1/ 31 (2009) ص ص.17 -95.

41- خالد محمد الهدار ، " حكاية تمثال فينوس قوريني " الثقافة العربية ، العدد 302 السنة 36 ، فبراير 2010 ص ص.119-126 .

42- خالد محمد الهدار ، " من وقائع تجوال الرحالة غيرهارد رولفس في المواقع الاثرية الليبية في القرن التاسع عشر" الثقافة العربية ، العدد 304 السنة 36 ، ابريل 2010 ص ص.79-94 .

43- خالد محمد الهدار ، " مشاهداتالجراح الفرنسي جرانجيه في درنة ما بين 1733-1734 " الثقافة العربية ، العدد 305 السنة 36 ، مايو 2010 ص ص.117-124 .

2- في الصحف :

1- خالد محمد الهدار ، " اثارنا الليبية المسروقة في المتاحف الاوروبية " او ايطاليا ودورها في سرقة الاثار الليبية " صحيفة الشمس العدد 1915 ، الاربعاء 13/10/1429م ، ص.7 .

2- خالد محمد الهدار ، " تمثال من بنغازي في متحف اللوفر " صحيفة اخبار بنغازي ، العدد 729 السنة السادسة ، الاحد 8/4/ 2001 ، ص. 5.

3- خالد محمد الهدار ، " كؤوس من بنغازي في متاحف العالم (المتحف البريطاني) ، صحيفة اخبار بنغازي ، العدد 751 السنة السادسة ، الاحد 29/5/ 2001 ، ص.6.

4- خالد محمد الهدار ، الكتاب الرابع لتاريخ هيرودوت في ثوب جديد " صحيفة الفجر الجديد ، العدد10615 السنة الثانية والثلاثون ، الاربعاء 8/ 10 / 1371 و.ر ص.5 .

5- خالد محمد الهدار ، دعوة الى قراءة ترجمة الكتاب السابع عشر من جغرافية سترابون ، صحيفة الجماهيرية .

6- خالد محمد الهدار ، مع ترجمة الكتاب الرابع من جغرافية بطليموس ، صحيفة الانيس (ملحق لصحيفة اخبار بنغازي بمناسبة المعرض العالمي للكتاب بجامعة قاريونس) العدد السادس (12/6/2005) ص ص.4 ، 6 .

7- خالد محمد الهدار ، " دعوة الى استعادة تمثال فينوس ببنغازي المعروض في متحف بنسلفانيا " ج1 ، صحيفة قورينا ، العدد 357 ، 19/ 1 / 2009 .

8- خالد محمد الهدار ، " قلعة طرابلس / السراي الحمراء" ، صحيفة قورينا ، العدد 361 ، 25/ 1 / 2009

9- خالد محمد الهدار ، " تمثال برونزي في المتحف البريطاني " صحيفة قورينا ، العدد 366 ، 1/ 2 / 2009

10- خالد محمد الهدار ، " القلعة التركية الايطالية بمدينة توكرة الاثرية" صحيفة قورينا ، العدد 376 ، 15/ 2 / 2009 .

11- خالد محمد الهدار ، " ما يجب معرفته عن آثار قصر ليبيا" صحيفة قورينا ، العدد 386 ، 1/ 3 / 2009

12- خالد محمد الهدار ، " رسوم على جدران مقبرة في زاوية اسقفة " صحيفة قورينا ، العدد 389 ، 4/ 3 / 2009 .

13- خالد محمد الهدار ، " قرزة اهم المستوطنات الليبية في العهد الروماني " صحيفة قورينا ، العدد 406 ، 29/ 3 / 2009 .

14- خالد محمد الهدار ، " مدينة سوسة الاثرية" ، صحيفة قورينا ، العدد 418 ، 14/ 4 / 2009 .

15- خالد محمد الهدار ، " دعوة الى استعادة تمثال فينوس ببنغازي المعروض في متحف بنسلفانيا " ج2 ، صحيفة قورينا ، العدد 423 ، 21/ 4 / 2009 .

16- خالد محمد الهدار ، " جولة بين معالم مدينة طلميثة الاثرية " صحيفة قورينا ، العدد 426 ، 26/ 4 / 2009 .

17- خالد محمد الهدار ، " دعوة الى استعادة تمثال فينوس ببنغازي المعروض في متحف بنسلفانيا " ج3 ، صحيفة قورينا ، العدد 443 ، 19/ 5 / 2009 .

18- خالد محمد الهدار ، " كنز من العملة الرومانية في مدينة طلميثة الاثرية " صحيفة قورينا ، العدد 459 ، 10/ 6 / 2009 .

19- خالد محمد الهدار ، " كيف كان شهر رمضان في غدامس منذ 200 عام " صحيفة قورينا ، العدد 529 ، 14/ 9 / 2009 .

20- خالد محمد الهدار ، " الاثرون في العصر البيزنطي " ، صحيفة قورينا ، العدد 537 ، 27/ 9 / 2009 .

21- خالد محمد الهدار ، " رسوم جدارية بمقبرة اثرية في جنزور " صحيفة قورينا ، العدد 569 ، 10/ 11 / 2009 .

22- خالد محمد الهدار ، " من يحمي المواقع الاثرية " صحيفة قورينا ، العدد 595 ، 20/ 12 / 2009 .

23- خالد محمد الهدار ، " كؤوس من بنغازي في متحف اللوفر " صحيفة قورينا ، العدد 603 ، 30/ 12 / 2009 ، ص.18 .

24- خالد محمد الهدار ، " زيارة الى متحف بني وليد " صحيفة قورينا السياحية ، العدد 3 ، 2/ 3 / 2010 ، ص ص. 20-21.

25- خالد محمد الهدار ، " تأملات في قدح اركسيلاوس بالمكتبة الوطنية في باريس " صحيفة قورينا السياحية ، العدد 4 ، 9/ 3 / 2010 ص. 21.

26- خالد محمد الهدار ، " الحصن الروماني في ابي نجيم (جولايا)يرزح تحت اكوام الرمال " صحيفة قورينا السياحية ، العدد 5 ، 16/ 3 / 2010 ص ص. 11-12 .

27- خالد محمد الهدار ، " جولة في متحف طلميثة " صحيفة قورينا السياحية ، العدد 7 ، 30/ 3 / 2010 ص ص.12-13.

28- خالد محمد الهدار ، " اول تمثال عرفته اوروبا معروض في متحف اللوفر " صحيفة قورينا السياحية ، العدد 8 ، 6/ 4 / 2010 ، ص ص.12-13.

29- بدون اسم " قصة الاخوان فيلاني (فيليني) بين الواقع والاسطورة" صحيفة قورينا السياحية ، العدد 9 ، 13/ 4 / 2010 ، ص .10.

30- خالد محمد الهدار ، " قصة الاخوان فيلاني (فيليني) بين الواقع والاسطورة" صحيفة قورينا السياحية ، العدد 10 ، 20/ 4 / 2010 ، ص .10.

31- خالد محمد الهدار ، " كهف الطيور و كهف النعامة في وادي زازا " صحيفة قورينا السياحية ، العدد 11 ، 27/ 4 / 2010 ، ص .12.

32- بدون اسم ، " كهف الطيور و كهف النعامة في وادي زازا " صحيفة قاريونس ، العدد 459 ، 24/ 6 / 2010 .

33- خالد محمد الهدار ، " ماذا تعرف عن المؤلهة ليبيا " صحيفة قاريونس ، العدد 467 ، 19/ 8 / 2010 ، ص .7.

ملاحظة: اغلب المقالات التي نشرت في صحيفة قورينا و في قورينا السياحية اعيد نشرها اكترونيا على الشبكة العالمية (النت) في مواقع ليبيا اليوم ، جيل ليبيا ، جليانة ، صحيفة الوطن الليبية ، موقع السلفيوم ، وفي موقع مجلة الاثار ، وفي موقع تراث ليبيا ، اضافة الى نشرها في مدونة الاثار الليبية لخالد الهدار في جوجل ومكتوب.

الموقع على الإنترنت:

http://khaledelhaddar.googleblog.com

http://khaledelhaddar.maktoobblog.com


http://www.stolen-antiq-libya.4t.com/ (موقع يهتم بالآثار المسروقة في المتاحف العالمية - الموقع تحت الإنجاز)

اصدارات جديدة




ضمن منشورات جامعة قاريونس صدر هذا الكتاب التخصصي في علم الاثار ، وسيكون متاحا للشراء خلال شهر . وللتعريف بالكتاب يمكن قراءة مقدمته التي نشرناها هنا.....


مقدمـة كتاب
دراسة القبور الفردية و اثاثها الجنائزي في تاوخيرا (توكرة القديمة)
الحمدُ لله ربَ العالمين القائل في مُحكم كتابه {وَمَآ أُوتِيتُم مِنَ اٌلعِلٌمِ إلاَ قَلِيلاً } الإسراء الآية 85 والقائل {وَعَلٌمَكَ مَا لَمٌ تَكُن تَعٌلَمُ وَكَانَ فَضٌلُ اللهِ عَلَيٌكَ عَظِيماً }النساء الآية 113 .
والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد النبي الامى ،الذي أرسل بدين الحق ليُظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
الحمدلله حمداً كثيراً وشكراً يليق بجلاله وعظيم سُلطانه إذ هدى الباحث وسدد خُطاه، وايدهُ بنصرٍ من عنده في إتمام هذا الكتاب .
أما بعد:
فإنه على الرغم من أن دراسة القبور وبقايا الدفن، تُعد جزءاً رئيسياً من الدراسات الأثرية الحديثة، الا انها لم تحظَ بالاهتمام ولم تصبح فرعاً مهماً من فروع علم الآثار الا فى فترة حديثة نسبياً، ولكن هذا لايعنى باية حال ان الحفر فى القبور حديث العهد، بل انه يرجع الى الإرهاصات الأولى التى سبقت نشوء هذا العلم، فعلى مستوى الحضارات القديمة ظهر ما يعرف بأسم "سارقي المقابر" الذين عبثوا فى القبور والمدافن لما كانت تحويه من كنوز وثروات، مثلما حدث عند المصريين القدماء (الفراعنة) وغيرهم من الشعوب القديمة ، وفى العصر الحديث عندما بدأ الاهتمام بالآثار كانت القبور من اولى الأشياء التى لفتت انتباه هواة الآثار مثل الرحالة وتجار العاديات. الذي كان جُل اهتمامهم مُنصباً على جمع اللقى الأثرية، بُغية الكسب المادي ببيعها للأغنياء او للمتاحف، وقد وجدوا فى القبور ضالتهم المنشودة، ومن ثم فقد عُدت القبور مصدراً للثروات الأثرية، وهذا الاتجاه انعكس سلبياً على دراسة القبور فيما بعد.
وقد تطورت دراسة القبور والمدافن مع تطور علم الآثار، وتغيرت النظرة للقبور مع مرور الزمن، فبدلاً من الاكتفاء بجمع اللقى الأثرية بدأت تظهر بعض الملاحظات القيمة عن طقوس الدفن ،وجرت محاولات لوضع إطار زمني للقبور، ولقد ادت كثرة الحفريات في القبور فى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، الى جمع الكثير من المعلومات والملاحظات حول عادات الدفن والأثاث الجنائزي، وصار ينظر للأخيرة على أنها أدلة مادية يُستنبط منها الكثير من المعلومات عن الميت وحياته الاجتماعية والاقتصادية والدينية.
وقد وجه الاهتمام فى القرن العشرين اكثر تجاه نواحٍ أخرى ترتبط بالنواحي الاجتماعية، وقد بدا الأثريون متأثرين بعلماء الانثروبولوجيا، وفى هذه الفترة صارت القبور تُدرس وفقاً لأسلوب التسلسل الزمني(Chronology) وللنواحي الاجتماعية والدينية. الا ان أهم تطور لدراسة القبور، حدث فى مُستهل ستينات القرن العشرين، حيث تم الانتقال من الدراسة التأملية (Speculation) للقبور الى الدراسة الحضارية المعتمدة على أسلوب التسلسل الزمني، وتم الاستعانة بالمصادر التاريخية، واللغات القديمة،و الانثربولوجيا الاجتماعية، والعلوم الطبية، لتفسير طقوس الدفن،و رأب الصدع الذي يعترى الأدلة الأثرية كما زاد الاهتمام بدراسة البقايا البشرية، وأدت الدراسة المستفيضة لها الى الوصول الى تشخيص الأمراض التى كانت منتشرة قديماً، والتوصل الى نوعية الغذاء عن طريق قياس اثر ذلك الغذاء في عظام الانسان.
وكان آخر تطور لدراسة القبور هو ربط طقوس الدفن بالبنية (التركيبة) الاجتماعية، التى أصبحت تُطبق لفهم الطبقات الاجتماعية و المكانة الاجتماعية للميت، وقد تبلور هذا الاتجاه خلال ثمانيات هذا القرن.
وقد أدى هذا التطور الى ظهور ما يسمى علم آثار الدفن او علم الاثار الجنائزي (Funerary Archaeology) الذي تبوأ مكانة مميزة في علم الآثار[1] .
وعلى الرغم من انتشار القبور بكثرة فى المراكز الحضرية فى كيرينايكى] قورينائية [ مثل ابوللونيا وكيرينى وبرقة وبطوليمايس وتاوخيرة ويوسبريدس، وبقلة فى الأرياف مثل مسه وصنيبات العويلة وأمقارنيس...الخ، الا أنها لم تدرس دراسة موضوعية معتمدة على الأساليب المتطورة التى توصل اليها علم آثار الدفن، وبسبب كثرة ما تعرضت له تلك القبور من انتهاكات بواسطة الرحالة والقناصلة مثل دىبورفيل ودينس خلال القرن التاسع عشر، مما أضاع الكثير من الأدلة والقرائن الأثرية، كما ان الأثريين لم يهتموا عند دراسة قبور كيرينايكي الا بأشكالها المعمارية، وما تحويه من لقى يمكن ان تُعرض فى المتاحف، عدا ذلك فانه لم يُركز على دراسة العظام على سبيل المثال...وهذه ابسط الأمور التى ترتبط بالقبور، فما بالك بالنواحي الأخرى الاقتصادية والاجتماعية وطقوس الدفن.
وبسبب ذلك ،وبسبب إدراك الباحث أهمية تطبيق ما توصل اليه علم آثار الدفن من أساليب وتطبيقات قد تساعد فى فهم ودراسة القبور، التى قد تُعد مرآة صادقة تعكس الكثير من النواحي الاقتصادية والدينية والاجتماعية، وهذا مما دعا الباحث الى أن يوٌجه اهتمامه نحو هذا النوع من الدراسات.
أما موضوع الكتاب(الرسالة) فهو "دراسة القبور الفردية وأثاثها الجنائزي فى تاوخيرة ما بين أواخر القرن الخامس ق.م حتى القرن الأول الميلادي" أذا فالموضوع يختص بطراز محدد من القبور، هي القبور الفردية، او ما اصطلح على تسميته بالقبور الصندوقية ((Cist-Graves ،ودراسة الأثاث الجنائزي اى اللقى التى وجدت فيها، وفى مكان محدد هو مدينة تاوخيرة ،وخلال فترة محددة ما بين أواخر القرن الخامس ق.م حتى القرن الأول الميلادي، وهى الفترة التى ظل فيها هذا الطراز من القبور سائداً فى تاوخيرة.
ومجال الدراسة هنا يشمل دراسة جميع القبور الفردية وأثاثها الجنائزي التى ظهرت في الحفريات التى أُجريت على هذا الطراز من حفريات جورج دينيس 1865-1867، حتى حفريات الباحث 1988-1990، وقد وفٌرت تلك الحفريات مادة أثرية كافية تشجع على قيام دراسة لهذا الطراز من القبور، التي نُشر بعضها، ولكنه لم ينَل حقه من الدراسة العلمية الجادة، ويحتاج الى إعادة دراسة وتمحيص، مثل حفريات دينس، ووبستر 1944، وبراون 1947 ،وحفريات رايت 1954، ويمثل بعضها الأخر مادة أثرية جديدة لم تُدرس من قبل، مثل قبور حفريات السنوات 1967، و1968، و1972، و1987، وحفريات 88-1990.
وقد اختير هذا الطراز من القبور بالذات لانه لم يلتفت اليه كثيراً ولم يلقَ حظه من الدراسة سواء على مستوى الإقليم، ام على مستوى تاوخيرة نفسها، واخُتيرت قبور هذه المدينة بالذات دون غيرها من مدن الإقليم الأخرى، لان القبور الفردية كانت طراز القبور الشائع والوحيد بتاوخيرة خلال فترة زمنية طويلة، وهذا يساعد علىدراسة طقوس الدفن والتطور الذي طرأ عليها إن وجد.
وتجدر الإشارة الى أن اغلب الدراسات التى اقيمت حول القبور الفردية فى تاوخيرة، لا تعدو أن تكون نشراً مبدئياً للقبور التى تم حفرها مثل حفريات وبستر 1944 التى نشر بارنيت تقريراً اولياً عنها فى مجلة الدراسات الهللينية JHS العدد45 (1945) او حفريات بورتن براون 1947، التى نشرها في نفس المجلة JHSالعدد 68(1948)،وفي مجلة Antiquity العدد 22 (1948 )، وكذلك حفريات رايت الذي اهتم بدراسة قبور وطقوس الدفن في تاوخيرة، وقام بنشر قبور حفريات وبستر والقبور التى حفرها بنفسه، وذلك في مجلة PEQ العدد95 (1963) ،ويلاحظ القصور في اغلب تلك الدراسات ،وإهمالها للكثير من الجوانب مثل طقوس الدفن، وبعض الملاحظات القيمة حول وضعية الميت ،ودراسة العظام ،وكذلك دراسة الأثاث الجنائزي ومكانه في القبر، كما وردت الكثير من الأخطاء في تاريخ القبور، التى اعتُمد فيها على تاريخ بعض اللقى مثل الأواني الفخارية.
ومن اقدم الدراسات حول تلك القبور دراسة جورج دينس التى نشرها في مجلة الجمعية الملكية للأدب (Transactions of The Royal of Literature)في لندن عام 1870 والذي تفادى عند دراستها الكثير من السلبيات التى سبقت الإشارة اليها ،واهتم بإبراز طقوس الدفن، وقدم مُلاحظات جديرة بالاهتمام عن القبور التى حفرها في تاوخيرة.
إن تلك السلبيات دعت الباحث الى أن يُعيد دراسة تلك القبور، وان يقوم بحفريات جديدة خلال الفترة من 1988-1990 ،لإستكمال النقص فيما يتعلق بطقوس الدفن وتاريخ هذا الطراز من القبور لكي تتم دراسة القبور دراسة علمية تهتم بطقوس الدفن والأثاث الجنائزي على حدٍ سواء.
كما ان دراسة القبور الفردية دراسة متكاملة في مدينة بعينها (تاوخيرة) قد يُعد انموذجاً لبقية القبور من الطراز نفسه في مدن الإقليم الأخرى، خاصة انها لم تخضع لأية دراسة علمية جادة، فعلى سبيل المثال إن ما كتبه رايت عن القبور الفردية في بطوليمايس ضمن كتاب كريلينج(Ptolemais, City Of Libyan Pentapolis) يتسم بالعمومية، ولا توجد فيه اية إشارة الى تاريخ ذلك الطراز في بطوليمايس، وكذلك الحال مع قبور ابوللونيا الفردية التى نشر عنها وايتWhite)) عند دراسته للأسوار وتحصنات ابوللونيا في استطلاعات جامعة ميتشجان عام 1966. والتي لم يهتم فيها بطقوس الدفن، ولا دراسة العظام ولكنه وصف القبور، وقُدمت دراسة مختصرة للقى التى وجدت داخل كل قبر.
ولذلك فإن اغلب الدراسات لهذا الطراز سواء على مستوى تاوخيرة نفسها ،ام مستوى مدن كيرينايكى الأخرى، تتسم بالسطحية، وقد أظهر هذا كله الحاجة الى قيام دراسة جديدة لهذا الطراز.
وقد أدت طبيعة المادة الأثرية (القبور) والمنهج الذي اتبعه الباحث في دراستها الى تقسيم الكتاب الى بابين رئيسين: الباب الأول يتعلق بدراسة القبور الفردية، ويختص الباب الثاني بدراسة الأثاث الجنائزي الذي وجد في تلك القبور،كما قسم كل باب الى ثلاثة فصول وهذا عرض مختصر لمحتوياتها:
الباب الأول:
الفصل الأول: مقدمة جغرافية وتاريخية عن تاوخيرة
يختص هذا الفصل بالناحية الجغرافية والتاريخية لمدينة تاوخيرة، ولذا فهو يُعد بمثابة الفصل التمهيدي، ولكنه في الوقت نفسه لاغنى عنه، لانه يعطى دراسة القبور بُعداً مكانياً وزمنياً، وقد تعرض فيه للموقع الجغرافي للمدينة، وللعوامل الطبيعية التى ساعدت على استيطانها، وقد تم التطرق لأهمية الكتبان الرملية المتحجرة، لأنها المكان الذي نحتت فيه القبور الفردية، وكذلك تناول الفصل تربة المدينة التى اسهمت في صناعة الفخار بتاوخيرة. كما تم التعرض ايضاً لتاريخ الاستيطان في هذه المدينة قبل مجيء الإغريق لكي يتم إثبات سكنى الليبيين للمنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ ،و ما بعدها ثم الاستيطان الإغريقي-الروماني، وخلال هذه الفترة تطرق للتسميات التى مرت بها المدينة ،ثم الفترات التاريخية التى تعاقبت عليها حتى القرن الأول الميلادي، وهى الفترة التى انتهت فيها القبور الفردية في المدينة، وختم هذا الفصل بدراسة علاقة المستوطنين الإغريق بالليبيين، والتطور العمرانى بتاوخيرة وأهم معالمها.
الفصل الثاني: دراسة القبور الفردية:
يتضمن هذا الفصل دراسة القبور الفردية في تاوخيرة، وبسبب تشعب الموضوع فقد قسم من الداخل الى توطئة وثمانية مباحث او محاور.
وقد تم التطرق في التوطئة لظهور القبور الفردية وانتشارها سواء في العالم القديم ام في إقليم كيرينايكى، وما هي الأسباب التى دعت الى ظهور وانتشار تلك القبور في تاوخيرة على وجه الخصوص مقارنة بمدن كيرينايكى الأخرى.
وتُعرض في المبحث الأول منها للكشف والعمل الأثري في القبور الفردية، وهذا يُعد مدخلاً لدراسة تلك القبور، لان تاريخ الكشف يشمل جميع الحفريات التى اجريت في القبور -والتي هي موضوع الدراسة هنا-، وقد تم إخضاع تلك الحفريات للنقد والتقييم لإبراز إيجابيتها وسلبياتها، كما تم التطرف الى طريقة العمل والحفر التى اجريت في حفريات 88-1990 باعتبارها الطريقة المثلى للحفر في القبور الفردية.
وفى المبحث الثاني تم التعرض لاختيار موقع القبور الفردية في تاوخيرة، وما هي الأسباب التى أدت الى ذلك الاختيار، وكذلك طريقة إعداد تلك القبور.
وفى المبحث الثالث تم التطرق لوصف القبور الفردية، حيث تُعرض لكل حفريات على حدة منذ حفريات دينس، حتى حفريات 88-1990، وكانت كل القبور توصف من حيث موقعها ووصفها العام الذي يشمل اتجاهها ونوعية القبور وأغطيتها وعددها وابعاد القبور، وطريقة الدفن ووضعية المدفون، وإيراد الملاحظات اللافتة للانتباه في كل قبر، ويتضمن الوصف أخيراً جدولاً بالأثاث الجنائزي، والأرقام التى يحملها كل عنصر في البيان (الكتالوج).
ويدرس المبحث الرابع طرز القبور الفردية في تاوخيرة، والتي توصل اليها بعد إبراز مميزات كل القبور ،وتُمكن من تحديد طرازين رئيسين ،قُسم كل منها الى عدة أنماط او أشكال، وكان كل طراز يُدرس بعد التعريف به، والتعرض لموقع قبوره وانتشارها في جبانات تاوخيرة، وكذلك اتجاه تلك القبور ،ووصف القبور من الخارج والداخل وحجم وابعاد قبور كل طراز، ثم تاريخ الطراز، ومقارنته بقبور أخرى سواء في الإقليم ام خارجه.
اما المبحث الخامس فدرست فيه بقايا العظام البشرية التى عُثر عليها في القبور، وقد تم التركيز على تحديد جنس وعمر الميت فيها، وعرض السلبيات التى أدت الى عدم دراسة تلك العظام دراسة علمية وافية.
وفى المبحث السادس تم التعرض لظاهرة إعادة استعمال القبور، حيث لوحظ ان الكثير من قبور تاوخيرة قد حدث فيها إعادة استعمال في فترة لاحقة، وقد تم التطرق لهذه الظاهرة، وللقبور التى وجدت فيها، وكيف تم الاستدلال عليها ،ومتى حدثت ،وما هي أسبابها.
وقد عُنوٌن المبحث السابع بعنوان مجتمع تاوخيرة من خلال قبوره الفردية، وتم التطرق فيه الى بعض النواحي الاجتماعية التى أُستنتجت من دراسة القبور، بدءاً بسكان تاوخيرة وتحديد الفئات او عناصر السكان التي كانت تدفن في تلك القبور، ومحاولة تحديد عدد السكان عن طريق القبور، كما تم التعرض لبعض النظم الاجتماعية المتعلقة بالأسرة والقرابة، والتمايز الطبقي والاقتصادي من خلال دراسة القبور.
وفى المبحث الأخير-اى الثامن- تم التعرض لتاريخ القبور الفردية، حيث نوقشت الطرق التى تؤرخ بها القبور بصفة عامة بالنقد والتحليل ،ووضع منهج جديد لتأريخ قبور تاوخيرة. ثم أُستعرض تاريخ قبور تاوخيرة الفردية، مُتناولاًكل حفريات على حدة اعتماداً على تاريخ اللقى التى وجدت فيها، والتي درست في الباب الثاني، كما اعيد تأريخ القبور التى نُشرت من قبل. وفى نهاية هذا المبحث تمت مناقشة النتائج التاريخية التى استنتجت من تاريخ القبور الفردية، حيث نتبع انتشار تلك القبور ونسب ظهورها عبر الفترات التاريخية التى مرت بها المدينة مع مقارنة ذلك بالوضع الاقتصادي لتاوخيرة.
وبعد دراسة القبور الفردية من عدة جوانب، كان من الضروري التطرق الى طقوس الدفن عند الإغريق، ومحاولة تطبيقها على قبور تاوخيرة، ومقارنة ما قدمته القبور الأخيرة من أدلة وقرائن في هذا الشأن. ولقد خصص لها هنا الفصل الثالث، الذي قُسم الى ثلاثة مباحث رئيسية، يتعلق الأول بنظرة الإغريق للموت والدفن والعالم السفلي، ويهتم الثاني بالطقوس والعادات الجنائزية، حيث تتبعت الإجراءات التى تُنفذ منذ حدوث الوفاة حتى الدفن ثم الطقوس التى تجرى بعد الدفن، وفى المبحث الثالث تم التعرض للأثاث الجنائزي ماهيته وسبب وضعه في القبور، وأنواعه بصورة عامة، والتركيز على الأثاث الذي وجد في قبور تاوخيرة من حيث أنواعه، مكان وضعه في القبور، وعدده، وعلاقته بالناحية الاقتصادية للميت، وتحديد جنس الميت بواسطته.
ولكي يسهل على القارئ الإلمام بجميع القبور، وكخلاصة نهائية لها فقد قدم الباحث جداول خاصة بوصف القبور والأمور المتعلقة بها خاصة تلك التي نوقشت باستفاضة في الفصلين الثاني والثالث من خلال مباحث متفرقة.
الباب الثاني:
يدرس هذا الباب الأثاث الجنائزي (اللقى) الذي عثر عليه في حفريات القبور الفردية، وهو في الوقت نفسه يرتبط بالباب الأول في كثير من الأمور التى طُرحت للمناقشة من خلال مباحث ذلك الباب، واعتمدت اساساً على الأثاث الجنائزي يُذكر منها تاريخ القبور ، وبعض طقوس الدفن ، وجدير بالذكر ان المبحث الخاص بالأثاث الجنائزي الذي تُعرض له في الفصل الثالث من الباب الأول يُعد توطئة لدراسة ذلك الأثاث، فهناك تم التطرق اليه من حيث أهميته في طقوس الدفن، وهنا سيدرس دراسة فنية من حيث أنواعه وطرز أوانيه و أدواته وتصنيفها ثم تأريخها.وقبل دراسة ذلك الأثاث، عملت توطئة للمنهج الذي اتبع في دراسته، والذي لاغنى عنه لكل قارئ لهذا الباب.
ويدرس الفصل الاول منه الفخار المزخرف والمصقول (الارقام 1-34) وقد قُسمت اوانى ذلك الفخار الى كؤوس الاعياد الباناثينية، وفخار الصور الحمراء ، ونماذج متنوعة ،ثم فخار الصقل الاسود. وقد دُرست كل مجموعة على حدة، حيث تعرض لكؤوس الاعيادالباناثينية (1-6) بإعطاء نبذة عن تلك الاعياد والالعاب التى تُمنح فيها تلك الكؤوس، وتمت مناقشة كيفية وصولها الى تاوخيرة، ثم دُرست الكؤوس دراسة فنية مقارنة تحليلية لكل عناصرها الزخرفية ثم تأريخها، وكذلك الحال مع فخار الصور الحمراء (7-12) ،الذى صنفت اوانيه وفقاً لأشكالها مثل قنينات الزيوت العطرية (Lekythoi)...الخ ،وقد تم التعرض لتسميات تلك الاوانى واستخدامها فى الحياة اليومية، ومن ثم استخدامها فى طقوس الدفن، وعند دراسة كل نوع من الاوانى فإنه يتم ابراز أهم زخارفها واصول هذه الزخارف، ومقارنة تلك الاواني بأمثلة شبيهة لها ظهرت فى مواقع اخرى ثم تأريخها وفقاً لطرازها. وتم تطبيق الاسلوب نفسه عند دراسة النماذج المتنوعة (3-17) مثل الاكواب الكورنثية، وكذلك فخار الصقل الاسود (18-34).
اما الفصل الثانى فقد خُصص لدراسة الاوانى التى صنعت من الفخار الخشن (الارقام 35-149). وقد قدم لهذه الدراسة بتوطئة توضح اهمية هذا النوع من الفخار بصورة عامة واهميته بالنسبة لتاوخيرة، وكيف تم تصنيف اوانيه المختلفة، وكذلك تصنيف غَضَار الفخار اى مكوناته وميزة كل غَضَار، وفقاً للدراسة المعملية التي قام بها الباحث، ثم تطرق لكيفية تأريخ الفخار الخشن.
وقد تم تقسيم اوانى هذا الفخار وفقاً لاشكالها حتى تسهل عملية دراستها مثل جرار النقل، وجرار الماء ...الخ، وقُسم كل نوع فى الغالب الى طرز طبقاً لاختلاف تطور أشكال أوانيه، وقد أتبع فى دراستها نفس المنهج الذى اتبع فى دراسة اوانى الفخار المزخرف والمصقول، وفى الختام تم التعرض لصناعة الفخار الخشن فى تاوخيرة منذ القرن الخامس ق.م حتى القرن الاول الميلادى.
ويتعرض الفصل الثالث لدراسة اللقى الاخرى (150-228) التى يُقصد بها المصابيح، والطين المشوى، واللقى الرخامية والزجاجية والمعدنية، وقد دُرس كل صنف على حدة، فالمصابيح (150-174) قسمت الى مجموعتين مستوردة ومحلية، ثم صنفت الى عدة طرز وفقاً لشكلها ومصدر صناعتها، والتطور العام لاشكال المصابيح الاغريقية وإبراز مميزات كل طراز، ومقارنة تلك المصابيح بأمثلة مشابهة لكي يتسنى تأريخها، وفى الختام قدمت خلاصة عن تلك المصابيح ونسبة المستورد منها الى المُنتج محلياً، وبماذا تأثرت تلك التى صنعت محلياً.
وتم تطبيق المنهج نفسه عند دراسة منتجات الطين المشوى (175-211) من تُيمثيلات وادوات زينة، وقد تم التركيز على اسلوب التاناجرة، لان اغلب التُميثيلات ترجع الىذلك الاسلوب.
وقد دُرست اللقى الرخامية، والزجاجية (212-215) ،واللقى المعدنية (216-228) بالطريقة نفسها، وتم التركيز على وظيفة تلك اللقى فى الحياة اليومية ،ومن ثم علاقة ذلك بعادات وطقوس الدفن.
وقد ذُييل الكتاب بخاتمة استعرض فيها الباحث اهم النتائج التى توصل اليها من خلال دراسته للقبور الفردية.
ولقد إضيفت الىالبحث عدة ملاحق-كوسيلة ايضاح -وضِعت فى مجلدٍ خاص بها(المجلد الثاني)، لكي لاتكون عبئاً على البحث. أول هذه الملاحق، ملحق عبارة عن قائمة بالاثاث الجنائزى (اللقى) الذى تمت دراستها، وهو يُبين ماهية اللقية،ورقمها فى البيان، ومصدرها، وكذلك مكانها الحالى، ورقمها فى سجلات المخازن او المتاحف الاثرية.
ويمثل الملحق الثانى البيان (الكتالوج)، وفيه يُتعرض بالوصف الشامل والدقيق لكل لقية من حيث ابعادها، ومصدرها، ووصف لها ،ومعلومات ضافية اخرى لم يكن بالمقدور وضعها فى متن البحث عند دراسة اللقى، وهذا يعنى ان البيان مُكملَ للباب الثانى من البحث، فإذا رغِب القارئ لذلك الباب في معرفة معلومات اخرى عن اية لقية فما عليه الا الرجوع الى البيان.
وقد خصص الملحق الثالث لجداول مفصلة عن مكونات غَضَار العينات الفخارية التى تم تحليلها بواسطة التحليل البيترولوجى، وكذلك هناك جدول يمثل احصائية لمعدل ونسب ابعاد قارورات الروائح المغزلية الشكل.
وفى الملحق الرابع هناك قائمة بارقام واسماء المدن التى تَردُ فى الخرائط التوزيعية.
ويعرض الملحق الخامس للخرائط والرسوم والاشكال التوضيحية الخاصة بالقبور، التي كان بعضها من إعداد الباحث نفسه، والبعض الاخر من إعداد المرحوم د.فاروق شعبان، كما ساهمت زوجة الباحث منى بالخير فى تحبير اغلب تلك الاشكال وإخراجها فى صورتها النهائية.
اما الملحق السادس، فقد وضعت فيه الرسوم البيانية التى جهزت وفقاً لنظام Excel 5، وهى خاصة بنسب القبور وانواع الاثاث الجنائزى.
وفى الملحق الاخير- السابع- عُرضت لوحات واشكال القبور واثاثها الجنائزى.
وقد ادى اتساع موضوع البحث وتشعب المحاور التى يُناقشها الى وجوب الاستعانة بعددٍ كبير من المصادر والمراجع، وقد كان ديدن الباحث الرجوع الى المراجع الاساسية، والبحث عن اخر ماكتب فى الموضوعات التى تمت دراستها.
أما المصادر فهي التى يُقصد بها المصادر الكلاسيكية، وماكتبه الكتاب الاغريق والرومان، وقد استفاد منها الباحث عند مناقشته تحديد موقع تاوخيرة وتاريخها، ويخص بالذكر كتابات هيرودتس ،وتوكيديديس، وبنداروس، وسكيلاكس، وبلوتارخوس، واسترابون، ويوسفوس، وبلينوس، وبطليموس، واثينايوس وديودوروس الصقلي، وبوليبيوس، وكوينثوس كيريتوس، وسينسيوس ،واستيفانوس البيزنطي، وكذلك عند تطرقه لعادات وطقوس الدفن عند الإغريق، إضافة الى الإشارات التى وردت عند كُتاب التراجيديا والكوميديا أمثال إسخيلوس، ويوربيدس واريستوفانيس، والشاعر كاليماخوس، والكاتب اللاتيني ابوليوس، وهناك ايضاً ماورد فى كتابات هوميروس ،وافلاطون، وديموستينيس ،وديوجين لايرثيوس ،ولوكيان ،وفرجيل ،وشيشرون. كما استُفيدَ من المصادر الكلاسيكية فى معرفة استخدام بعض الاوانى فى الحياة اليومية ،وفى طقوس الدفن.
ولقد تم الرجوع الى اغلب تلك المصادر فى لُغتها الاصلية، ولكن هذا لايعنى عدم الاستفادة من ترجـمات تلك الاعمال، التى قَدمت معظمها سلسلة لويب (Loeb Classical Library)، خاصة عند صعوبة فهم بعض النصوص.
اما المراجع فقليل منها باللغة العربية، والغالبية بلغات اجنبية، حيث تم الاستعانة بالمراجع العربية التى تتحدث عن تاريخ وجغرافية كيرينايكى، وببعض الكتب المترجمة التي تتحدث عن ديانة الاغريق وطقوس الدفن عندهم.
اما المراجع الاجنبية فقد تعددت لغاتها من الانجليزية الى الفرنسية ،والايطالية ،والالمانية ،والاسبانية، والروسية، واليونانية، والبلغارية، ويمكن تقسيمها الى كتب ودوريات، وقد استفيد منها فى فصول الكتاب(البحث) كافة، وذلك لان معظم الاثار الكلاسيكية قد كتبت بلغات اجنبية، حتى تاريخ الاقليم وتاوخيرة على وجه الخصوص تم الرجوع الى بحوث ونتائج حفريات الاستاذ ماكبرنى، والاستاذ بوردمان وجون هايز، والاستاذ كريلينبج والاستاذ لاروند...وغيرهم.
كما استُفيد من نشر نتائج الحفريات الاثرية فى بقاع مختلفة من العالم الاغريقى، التي من أهمها :حفريات الاجورا الاثينية، وحفريات جبانة كيراميكوس باثينا، وحفريات رودس وكورنث، وديلوس، واولينثوس، وأسين وقبرص، وكامارينا، وابوللونيا (البحر الاسود)، وحفريات حرم ديميتر وبيرسفونى فى تاوخيرة وكيرينى، وحفريات روو فى توابيت كيرينى، وحفريات ابوللونيا (كيرينايكى)، وحفريات سيدى خريبيش وحفريات معهد الدراسات بشيكاغو فى بطوليمايس...وغيرها.
وتم الاستفادة كثيراً من نشر بيانات (كتالوجات) المتاحف العالمية، مثل المتحف البريطانى بإصداراته المتُعددة عن المصابيح والطين المشوى وغيرها، وكذلك بيان متحف اللوفر خاصة إصدارات السيدة بيسك((Besque عن الطين المشوى وبيانات المتحف الملكي باونتاريو في كندا، حيث الدراسات القيمة التى وضعها الاستاذ جون هايز حول المصابيح والفخار المزخرف والمصقول والفخار الرومانى في ذلك المتحف ،وغيرها من بيانات المتاحف الاخرى التى لايمكن حصرها فى هذه المقدمة.
ومن الجدير بالذكر فى هذا المقام الاستفادة من بيانات مجموعة الاوانى القديمة التى تعرف باسم Corpus Vasorum Anitiquorum )) ،التى تهتم بنشر الاوانى الفخارية الموجودة فى المتاحف، والتى وصلت مجلداتها حتى الان الى مئتين وخمسون مجلداً من اربعة وعشرون بلداً. وقد استفيد من تلك البيانات والمراجع عند مقارنة ودراسة الاثاث الجنائزى فى الباب الثانى، وكذلك فى معرفة طقوس الدفن فى حفريات القبور.
وقد استفاد الباحث كثيراً من كتاب الاستاذة دونا كيرتز( D. Kurtz) والاستاذ بوردمان، عن عادات الدفن الاغريقية ((Greek Burial Customs، وكذلك من كتاب الاستاذ جارلاند ((Garland، طريق الاغريق للموت Greek Way Of Death))، وذلك عند التعرض لطقوس االدفن عند الاغريق.
وفى النقوش استفاد الباحث كثيراً من اعداد ملحق النقوش الاغريقية Supplementum Epigraphicum Graecum)) ،ومن كتاب ديتينبرجر (Dittenberger) المعروف باسم (Syllog Inscriptionum Graecarum) ،ومن كتابات اولفيريو، ورينولدز، وكارتيلى، ودوبياس لالو، وماسون وغيرهم .
أما الدوريات فقد تم الرجوع الى حوالى خمسين دورية اجنبية تهتم بالدراسات الكلاسيكية، تفاوتت لغتها واعدادها،ولعل من اهمها حولية المدرسة الامريكية باثينا المعروفة باسم هسبيريا (Hesperia) وملاحقها المتُعددة، وكذلك حولية المدرسة الفرنسية باثينا، المختصرة بالاحرف (BCH )، باعدادها وملاحقها المختلفة، وكذلك دورية المدرسة البريطانية( BSA )، والايطالية (As Aten )، والالمانية (AM) باثينا، وايضاً دورية معهد الاثار الامريكى (AJA)، ومجلة جمعية الدراسات الهللينية (JHS) ،وجمعية الدراسات الرومانية (JRS)، ودورية المدرسة البريطانية فى روما (PBSR)....وغيرها، هذا على مستوى الدراسات الكلاسيكية العالمية، وأما الدوريات التى تهتم باثار ليبيا فيجدر ذكر، حولية مصلحة الاثار التى تعرف باسم ليبيا القديمة (LA)، ومجلة جمعية الدراسات الليبية بلندن (LS)، ومجلة افريقيا الايطالية (Afr Ita) ومجلة كراسات اثرية ليبية (QAL).
وقد استُفيد من تلك الدوريات ايما استفادة، لانها كانت تهتم بنشر نتائج الحفريات التى تجرى فى مواقع عديدة من العالم الاغريقيى، ونشر دراسات على اللقى المتنوعة التى تظهر فيها، والتى كانت ضرورية لإجراء المقارنات مع اللقى التى ظهرت فى قبور تاوخيرة والتوصل الى طرازها ومن ثم تاريخها.
وتطلب الحصول على تلك المراجع البحث المُضنى بين ارفف المكتبة المركزيةبجامعة قاريونس، ومكتبة مراقبة اثار شحات ،وقد وجد الباحث ضالته فى قسم الدوريات بالمكتبة المركزية، فقد حصل منه على الكثير من الدوريات، الا ان افتقار المكتبات المحلية الى الكثير من المراجع الحديثة، استلزم من الباحث التنقل بين مكتبة دائرة الاثار السورية بدمشق، ومكتبة الجامعة الامريكية بالقاهرة ،ومكتبة المعهد الاثرى الفرنسى بالقاهرة، ومكتبة متحف الاسكندرية، واخيراً مكتبات المدارس الاثرية بأثينا خاصة مكتبة المدرسة البريطانية، والامريكية، والفرنسية، والايطالية، والمكتبات الاخيرة جعلته يطلع على اخر ما كتب فى مجال الدراسات الكلاسيكية، وما يخص رسالته على وجه التحديد. فالباحث إذن لايشكو من قلة المراجع او عدم توفرها، بل من المعاناة الشديدة من وراء تجميعها من اماكن متفرقة.
وفى خاتمة هذه المقدمة يود الباحث التطرق الى بعض الصعوبات التى واجهته عند اعداد هذا البحث . منها مانتج عن طبيعة موضوع البحث نفسه، فالمحوران المختلفان دراسة القبور، ودراسة الاثاث الجنائزى اللذان يعالجهما البحث، وتشعب كل محور وتنوع اللقى ودراسة كل نوع على حدة ،كما ان كل محور يمكن ان يكون رسالة او كتاب فى حد ذاته، وقد ادى الجمع بينهما ومناقشتهما بنفس المستوى، ان يبذل الباحث الكثير من الجهد والوقت والمعاناة.
كما شكل نقص المختبرات الاثرية عائقاً أمام الباحث، فهناك العديد من العينات ارسلت الى خارج الجماهيرية لكى يتم تحليلها ،وحتى ان توفرت بعض التقنيات فى المراكز البحثية هنا، الا ان انعدام الخبرة فى التعامل مع العينات الاثرية، كان من شأنها ان تؤخر نتائج بعض التحاليل التى اجريت فى الجماهيرية، فعلى سبيل المثال وعلى الرغم من توفر تقنية التحليل البيتروغرافى وعمل القطاعات الرقيقة التى تحتاجها دراسة الفخار الخشن فى المختبر الجيولوجى بشركة الخليج العربى لم يكن من السهل تنفيذها الا بعد عدة محاولات وتوجيهات من الباحث لان المختصين هناك يتعاملون مع مثل هذه العينات لاول مرة.كما ان الكثير من العينات الفخارية كانت فى حاجة للتحليل بواسطة حيود الاشعة السينية (X. Ray Diffraction ) ،وإشعاع النيترون. والتى لم تتوفر للباحث على الرغم من وجودها فى بعض المراكز البحثية.
كما ان مشكلة التعريب وايجاد المصطلح المناسب فى اللغة العربية، شكلت عائقاً، فهناك الكثير من المصطلحات الشائعة فى الدراسات الكلاسيكية، كان من الصعب العثور على مرادفات لها فى اللغة العربية، لكي تكون مقبولة لدى الجميع، وقد تطلب من الباحث جهداً كبيراً لايجاد المصطلحات المناسبة خاصة مايتعلق بتسميات الاوانى الفخارية...وغيرها، وقد استند الباحث فى كثير من الاحيان الى المصطلحات العلمية التى اقرها مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
ومن الجدير بالذكر ان البحث (الكتاب) كتب بصيغة المبنى للمجهول، كما ان تسميات المدن خاصة فى الاقليم قد وردت وفقاً للنطق الاغريقى لها مثل كيرينايكى بدلاً من قورينائية وكيرينى عوضاً عن قورينى.
أما كتابة الكلمات الاجنبية بالعربية فقد كتبت وفقاً لنطقها ويلاحظ ان حرف "G" يساوى هنا حرف "ج" وينطق مثل الجيم فى اللهجة المصرية مثل كلمة اجورا (Agora).
وعلى الرغم من كل هذا فان الباحث يكفيه جزاء على ما قدم أن وجه الاهتمام نحو هذا النوع من الدراسات، التى قد تكون المكتبة العربية فى حاجة شديدة اليها . قال تعالى{ فَأمَا الزبَدُ فَيَذٌهَبُ جُفَاءً وَأماَ مَاَ يَنفعُ النَاسَ فَيَمٌكُثُ ِفي الأرٌضِ } الرعد ألأية 17 .
وفي الختام يجدر التنويه ان هذا الكتاب كان في الاصل رسالة علمية قدمها الباحث لنيل درجة التخصص العالي (الماجستير) في الاثار الكلاسيكية لقسم الاثار بجامعة قاريونس ، وقد نوقشت في 3/4/1997 ف ، وهذا مدعاة للاشارة ان المراجع المستخدمة اغلبها يرجع الى ما قبل عام 1997 ، ولم يضف الباحث الا القليل من المراجع صدرت بعد مناقشته للرسالة .

[1] -يراجع عن تطور أساليب دراسة آثار الدفن وأهمية هذا العلم: R. Chopman &K.Randsborg, in The Archaeology of Death, R.Chapman etal (eds.) PP. 1-24


عرض كتاب
دراسة تحليلية للنقائش الفينيقية البونية
في اقليم المدن الثلاث في ليبيا

تأليف د. عبدالحفيظ فضيل الميار
عرض أ. خالد محمد الهدار
نشر في مجلة الثقافة العربية عدد اغسطس 2008

يُنهي د. عبدالحفيظ فضيل الميار استاذ التاريخ القديم بجامعة الفاتح خاتمة كتابه الموسوم بـ " دراسة تحليلية للنقائش الفينيقية البونية في اقليم المدن الثلاث في ليبيا " الصادر عام 2005 ضمن منشورات جامعة الفاتح (ISBN9959-816-61-3) بعبارة جد مهمة تكررت في كتابه اكثر من مرة " ان الفينيقيين لم يتركوا لنا مصادر ادبية مكتوبة سوى النقائش والتي هي مصدر لا يرقى اليه الشك وهو ما جعلها من اهم مصادر التاريخ الفينيقي " ص. 296 ، وهو محقا في هذا فعلى خلاف الاغريق و الرومان لم يصلنا من الفينيقيين اية مصادر مكتوبة تعبر عن تاريخهم وحضارتهم ، وقد يكون سبب ذلك هو الدمار المفرط الذي الحقه الرومان بقرطاجة ـ حاضرة الفينيقيين في الغرب ـ والذي ربما قد شمل مصادرهم الادبية ، او انه بسبب طبيعية الفينيقيين التجارية جعلتهم لا يلتفتون الى هذه المسائل كثيراً ، وعلى اية حال تبرز هنا النقائش التي سُطّرت على الحجر وعلى مواد اخرى بديلاً او مصدراً مهما تُستنتج منه الكثير من المعلومات في نواح شتى من اوجه الحياة والحضارة الفينيقية ، وكما يذكر د. الميار في مقدمته ان للنقائش او النقوش اهمية كبيرة فهي " مصدر لا يرقى اليه الشك اذ هي الوثائق الاصلية المعاصرة للاحداث التي تسجلها " ص.8 ومن هنا فان هناك اهمية قصوى لدراسة النقائش الفينيقية البونية في ليبيا ذلك ان دراستها قد تسد فجوات او ترقع ثوب تاريخ المستوطنات الفينيقية في المدن الثلاث المليئ بالثقوب ، فما تزال الصورة جد قاتمة لتاريخ الفينيقيين في ليبيا عند مقارنتها بتاريخ الاغريق مثلا بسبب ما ذكره هيرودوتس من احداث تاريخية تُجلّي جوانب من تاريخهم في شرق ليبيا اضافة الى المعالم الاثرية الباقية التي ماتزال شاهد عيان على حضارتهم ، اضافة الى الكثير من النقائش التاريخية التي تذكر جوانب من تاريخهم وحضارتهم ، اما الفينيقيين في غرب ليبيا فلا توجد مصادر تاريخية فينيقية تُفصِل الحديث عنهم ، مع الافتقار الى المعالم الاثرية الفينيقية في مستوطناتهم في ليبيا (اشهرها لبقي اي لبدة ، ويات اي طرابلس، صبراتن اي صبراته) باستثناء بعض العمائر الجنائزية و الدينية المنتشرة هنا وهناك ، ويرجح ان بناء المباني الرومانية على انقاض المباني الفينيقية ـ التي يبدو انها لم تتسم بالقوة و المتانة ـ كان عاملا لتلف الكثير منها ، كما يبدو ان الفينيقيين قد ركزوا على المباني الجنائزية التي تميزت بالمتانة وصمدت اسفل المباني الرومانية انطلاقا من تركيزهم على الحياة الاخروية مقارنة بالحياة الدنيوية اسوة بالشعوب الشرقية الاخرى المصريين القدماء مثلا لا حصرا ، كما ان النقائش الفينيقية القليلة التي عُثر عليها لاتقدم الا النزر اليسير من المعلومات التاريخية وهذا ما يؤكده د. الميار بقوله " ان غالبية النقائش التي عثر عليها لا تتضمن اي ذكر لاحداث او اسماء يمكن ربطها بوقائع تاريخية معروفة " ص. 83 ، الا انها على اية حال تعكس الكثير من الجوانب الدينية و الثقافية والحضارية و تسهم في معرفة التطور اللغوي للكتابة الفينيقية في ليبيا ، يضاف الى ذلك ان البحث الاثري لم يوّجه في ليبيا لاستكشاف الاثار الفينيقية والتنقيب عنها ، وما زال الاهتمام مُنصباً على الاثار الاغريقية و الرومانية تلك المنهجية في التنقيب التي بدأها المنقبون الايطاليون عند بداية حفرياتهم في المواقع الاثرية الليبية زمن الاحتلال الايطالي ، وما زالت مستمرة ـ الى حد كبيرـ حتى الان ، و في ظل هذه الظروف فان النقائش التي يُعثر عليها في كثير من الاحيان بالمصادفة المحضة ـ على الرغم من قلتها ـ تعد مصدرا وثائقيا اصيلا لا غنى عنه لتتبع جوانب من تاريخ الفينيقيين وحضارتهم في غرب ليبيا ، الا ان الدراسات الفينيقية بصورة عامة لم يركز عليها تركيزا كبيرا في ليبيا بسبب قلة الاثار الفينيقية المكتشفة ومن بينها النقائش ، لذا فان المهتمين بهذه النقائش هم قلة ، واغلبهم من الاجانب ، الايطاليين على وجه الخصوص وعلى رأسهمم جورجيو ليفي ديلا فيدا (G. Levi Della Vida ) الذي حصر غالبية النقائش الفينيقية وقام بدراستها خلال خمسين عاما ، آخرها الكتاب الصادر عام 1987 والذي حررته بعد وفاته الباحثة ماريا جوليا امداسي قوزو (Guzzo) وضمنته جميع النقائش التي قام بدراستها ديلا فيدا منذ عام 1927حتى عام 1967 ، و يبدو ان د. الميار في كتابه هذا قد اعاد نشر جميع النقائش التي نشرت في ذلك الكتاب و اضاف عليها نقائش عُثر عليها حديثا ونقائش بونية كتبت بحروف لاتينية سبق ان نشرها مجموعة من الدارسين الاجانب ، وقد بلغ عدد النقائش التي درسها د. الميار مائة و اربعة وعشرين نقيشة عُثر عليها في لبدة و طرابلس و صبراته و زليتن ،وابو كماش ، و مسلاتة ، ترهونة ، وسرت ، و بئر دريدر ، ووادي سوف الجين ، ووادي زمزم ووادي ترغلات ، ووادي العمود وقرزة وغدامس و غيرها ، و هذا الامتداد الجغرافي لمواقع النقائش يؤكد تواجد الفينقيين في الجزء الغربي من ليبيا لا سيما الجزء الساحلي و ان تأثيرهم (اللغوي و الحضاري) و ليست سيطرتهم قد امتدت جنوبا الى المناطق شبه الصحراوية ، اذاً الكتاب عبر صفحاته الثلاثمائة والثماني والثمانين وبفصوله الاربعة يدرس النقائش الفينيقية البونية التي عُثر عليها في اقليم المدن الثلاث وهو اول كتاب يصدر عنها في اللغة العربية ومن هنا تأتي اهمية الكتاب في كونه اضافة جديدة للمكتبة الليبية و العربية التي تفتقر الى مثل هذا النوع من الدراسات .
وقد مهّدَ د. الميار لدراسته للنقائش بفصلين الاول يمثل مقدمة تاريخية (ص ص.13-42) والثاني مقدمة عن اللغة والكتابة الفينيقية (ص ص.43-84) ويلاحظ ان الفصلين برمتهما هما تلخيص لما نشره د. الميار في كتاب سابق له موسوم بالحضارة الفينيقية في ليبيا صدر عام 2001 . و تكرر ذكرهما هنا لاهميتهما كمدخل لدراسة النقائش الفينيقية في ليبيا ، حيث يقف المؤلف في الفصل الاول بعض الوقفات السريعة عند تاريخ الفينيقيين منذ كانوا في المشرق ثم نشاطهم البحري الذي نتج عنه تكوينهم لمستعمرات او مستوطنات في غرب المتوسط اشهرها قرطاجة ، ومن بينها ليبيا او الجزء الغربي منها ، مستعرضا الاراء الجديدة التي قيلت في هذا الصدد و التي من اهمها تاريخ الاستيطان الفينيقي في ليبيا الذي ما زال يكتنفه الغموض فمن حيث الادلة المادية (الاثرية) يعد اقدم دليل على تواجدهم في لبدة يرجع الى القرن السابع ق.م. وتواجدهم في صبراته و طرابلس يرجع للقرن الخامس ق.م. وهذا ما ايدته بعض المصادر الادبية (الكلاسيكية) وبعض النقائش وفقا لما يذكره د. الميار نقلا عن الايطالي دي فيتا ، ومن الطبيعي وجود علاقة وطيدة بين قرطاجة وتأسيس المدن الثلاث التي كانت محطات تجارية اي امبوريا (Emporia) هيمنت عليها قرطاجة و اصبحت تابعة لها بشكل او بآخر ، ويبدو انه من المناسب طرح الاراء التي تُعتق تاريخ الاستيطان الفينيقي في ليبيا و تؤرخه الى ما قبل القرن السابع ق.م. والذي لا يوجد دليل اثري يؤيده ، كما يبدو ان السقوط المدوي لقرطاجة عام 146 ق.م. على يد الرومان قد ادى الى تحرر المدن الثلاث من سيطرة قرطاجة و تبعه نوع من الانتعاش الحضري منذ القرن الثاني ق.م. ، وبطبيعة الحال فقد فرضت قرطاجة نظامها السياسي على المدن الثلاث وهذا ما اثبتته النقائش الفينيقة البونية التي عثر عليها بمدينة لبدة (ص ص. 39-42 ) زد على ذلك اوجه حياتية وثقافية فينيقية امتزجت بمؤثرات محلية (ليبية).
اما الفصل الثاني فيتعرض فيه المؤلف لتاريخ اللغة الفينيقية وتطورها والتي يرجع اليها الفضل في تطوير الكثير من اللغات الاخرى كالاغريقية التي من المؤكد انها نقلت حروفها عن الفينيقية تلك الحروف التي اختلفت عن مثيلاتها في الكتابات الشائعة قبلهم والتي تميزت بالكتابة المقطعية والتصويرية الا ان الفينيقيين اخترعوا حروفا عبروا عنها باشكال بسيطة واضعين رمزا منفردا لكل حرف اي ما يعرف بالهجائية حيث " انهم قاموا باتخاذ الرموز التي تمثل حروفا صحيحة كأساس في تهجئة الكلمة واطلقوا عليها اسماء سامية مع اعطائها قيمة صوتية تناسب الاصوات اللغوية في لسانهم ، فقد اتخذوا الرمز الذي يشير الى رأس الثور و سموه باسم لسانهم "الف" و التي تعني في الفينيقية " ثور " (صورة رأس الثور ) تتمشى مع الصوت اللغوي في اول الكلمة ، وهكذا جرى وضع حروف الهجاء على هذا الاساس" (ص.50) ، ثم ينتقل المؤلف الى بيان تطور اشكال الحروف الفينيقية من خلال نقائش المدن الثلاث التي قام بدراستها مستعرضا اياها بالطريقة الابجدية (ابجد هوز) وقد زودها بجداول تحدد رسم اشكالها، وعلى الرغم من اهمية ما قام به د. الميار من جهد في هذا الصدد ، وربما يتفق معنا انه ليس مكانه هنا في الفصل الثاني و لكن الاجدى و من المنطقي ان يكون في فصل خاص في نهاية الكتاب يلي دراسة النقائش لان ما قام به من تحليل يعد نتيجة لدراسة النقائش ذاتها ، كما كان الاجدر ان يشار الى ارقام النقائش التي استدل بها على اشكال الحروف بالارقام التي وضعها هو للنقائش التي درسها بدلا من اشارته لارقام كتاب ديلا فيدا وقوزو لانه يصعب على القارئ بهذا الشكل متابعة النقائش التي يشير اليها المؤلف ، وخُتم هذا الفصل بملاحظات (ص ص.71-84) هي توطئة لدراسة النقائش في حد ذاتها من حيث انه اشار الى اماكن العثور عليها و اشار الى موضوعاتها والتي تتركز في النقائش التذكارية او الاهداءات المكرسة لبعض الالهة الفينيقية و الليبية مثل شادراب و ملك عشترت ، و آمون و قرزل اضافة الى النقائش الجنائزية المدونة على شواهد القبور و الاضرحة و التي جرت العادة ان يذكر فيها اسم الميت واحيانا لقبه و نسبه و المنصب الذي كان يشغله ومن هنا ومن نقائش اخرى امكن التعرف على الكثير من الوظائف في المدن الفينيقية ومدلولاتها السياسية في نظام الحكم و الادارة مثل (الشفطم) اي القاضيان و (المحازيم ) اي المسئولون على جباية الضرائب و الرسوم الجمركية ومراقبة الاسعار ، و ( الشحم ) اي المسئول على الشؤون الزراعية ، كما ذكرت في بعضها ان مشائخ القبائل الليبية كانوا يشرفون على العدالة (ميزوروثم) و الادارة (مشرت) ، وهناك النقائش التي تنقش على واجهات المباني و التي توضح من قام بالبناء و الغرض من تشييدها ، وتوجد شقف فخارية حملت نقائش تختص بالمعاملات الزراعية ومن ثم فان النقائش الفينيقية في الاقليم تُبرز بعض الجوانب الدينية والاقتصادية و الادارية ، و يمكن من خلالها تبيان الاسماء الشخصية التي كانت شائعة في الجزء الغربي من ليبيا سواء الفينيقية ام الليبية ام الرومانية منذ القرن الثاني ق.م حتى القرن الرابع او الخامس الميلادي و هي الفترة التاريخية التي ترجع اليها النقائش محل الدراسة ، وهذا في حد ذاته مدعاة للقول بافتقار الاقليم حتى الان الى النقائش التي ترجع ما قبل القرن الثاني ق.م. و التي من شأنها ان تعكس الكثير من الجوانب الحضارية في الفترة التاريخية الواقعة من تأسيس المدن الثلاث الى سقوط قرطاجة تقريبا .
اما دراسة د. الميار للنقائش فقد افرد لها الفصلين الثالث و الرابع حيث خصص الفصل الثالث لدراسة النقائش الفينيقية البونية في اقليم المدن الثلاث (ص ص.85-192) والتي يقصد بها تلك النقائش التي استخدمت الكتابة الفينيقية البونية التي تعد تطورا للكتابة الفينيقية التي نقلها المهاجرون معهم الى مستوطناتهم في غرب المتوسط و بفعل الزمن و بتأثيرات محلية تغير شكل الحروف الفينيقية خلال القرنين الرابع و الثاني ق.م. حيث اصبحت " تتميز بطولها و انحنائها الخفيف " (ص.74) مما جعل الدارسين يطلقون عليها لفظ البونية او البونيقية وهو لفظ اطلقه الكتاب الرومان على الفينيقييين او الكنعانيين الذين استوطنوا غرب المتوسط بصورة عامة . ثم تطورت الكتابة البونية الى ما يعرف بالكتابة البونية الجديدة التي هي " عبارة عن الكتابة باحرف متصلة مشتقة من البونية و هي تتميز بتطور ملحوظ في شكل العديد من الحروف يؤدي في بعض الاحيان الى عملية خلط وارتباك " (ص.75) و التي انتشرت او شاعت خلال القرن الاول ق.م. ، وهذه النقائش ما هي الا تعبيرا ماديا عن اللغة الفينيقية التي انتشر استعمالها في المستوطنات الفينيقية و اثرت في اللغة المحلية السائدة (الليبية) سواء في المناطق الساحلية ام الداخلية حتى بعد احتلال الرومان لهذه المناطق ظلت اللغة الفينيقية هي السائدة مثلما حدث في شرق ليبيا من سيادة اللغة الاغريقية بعد الاحتلال الروماني لكيريناكي (= قورينائية) ، وقد اضطر الرومان في غرب ليبيا الى كتابة النقائش باللغة اللاتينية و الفينيقية في جل معاملاتهم حتى يفهمها الشعب ذو الثقافة الفينيقية ، ولكن هذا لم يستمر طويلا فقد انتهت اللغة الفينيقية من المعاملات الرومانية الرسمية في عهد الامبراطور دومشيان (81-96 م) لكنها ظلت تستخدم في مجالات اخرى غير رسمية وظلت الفينيقية لغة التحاور الى جانب اللاتينية في اقليم المدن الثلاث فترة طويلة من الزمن (ص .197) ، كما ظهرت قلة من النقائش ثلاثية الكتابة فينيقية و لاتينية واغريقية ، مما يدعو للقول بانتشار اللغة الاغريقية بشكل محدود في المدن الثلاث الذي قد يعكس وجود عمال البناء الذين استقدموا من اليونان للمشاركة في بناء بعض المباني في لبدة مثلا (ص ص. 208-210)، اويعكس ظهور بعض الشخصيات المهنية البارزة التي قد تكون تعلمت في بلاد اليونان مثل الطبيب بونكار مكراسي . و يمكن تتبع الملاحظات المنوه عنها اعلاه من خلال النقائش البونية التي درسها د. الميار في الفصل الثالث و البالغ عددها ست وسبعون نقيشة والتي انتهج في دراستها الاسلوب العلمي المتفق عليه في دراسة النقائش بصورة عامة والمتمثل في وصف المادة الحاوية للنقيشة و ابعادها ومكان العثور عليها ، ثم تناول النقش من حيث ارتفاع حروفه و نص الكتابة و ترجمتها اضافة الى شروح مستفيضة لبعض ما تحويه النقائش من اسماء شخصية ووظائف والهة وغيرها من الامور التي تحتاج الى تعليق ، ولم يكتفِ د. الميار بذلك اذ انه اعاد النظر في الكثير من النقائش التي سبق نشرها حيث أعاد قراءة بعضها من جديد و خالف بذلك قراءات الكثير من الدارسين الاجانب (النقيشة رقم 54 مثلا) كما اضاف نقيشة جديدة تشير الى عبادة الاله الليبي قرزل عثر عليها بجوار قصر دوقا قرب ترهونة عام 1997 . ولعل الجديد الذي اضافه د. الميار في نشر النقائش البونية هو استعمال الحروف العربية عند نقل او قراءة النقيشة الفينيقية البونية لصعوبة كتابة الحرف الفينيقي و طباعته ، بدلا من استخدام الحروف اللاتينية او العبرية التي اعتاد الدارسون الاجانب استعمالها عند نشر تلك النقائش ، وهذا اتجاه جديد بدأ يظهر عند المختصين العرب (تونس مثلا) في النقائش الفينيقية البونية . ولعل من نافلة القول الاشارة الى موقع على شبكة المعلومات العالمية باشراف جامعة ليدن الهولندية يجدر الاطلاع عليه قام بحصر غالبية النقائش البونية الجديدة في العالم ومنها ما يخص ليبيا والتي وردت في الفصل الثالث من هذا الكتاب :
http://website.leidenuniv.nl/~jongelingk/projects/NEOPUNIC-INSCR/puninscr.html
اما الفصل الرابع فقد خصصه د. الميار لدراسة النقائش البونية اللاتينية في اقليم المدن الثلاث (ص ص.193-294) ويقصد بهذا النوع من النقائش تلك المنسوبة الى اللغة البونية الجديدة و لكنها كتبت بحروف لاتينية نعم بحروف لاتينية ، ذلك ان اللغة اللاتينية اصبحت هي اللغة الرسمية لسكان الاقليم حيث فرضها عليهم المستعمر الروماني ضمن سياسة رومنة العالم التي انتهجها الرومان ، وفي هذا الصدد يذكر القديس اوغسطين ان روما " لم تكتفِ بفرض سيطرتها على الشعوب الخاضعة لها و انما ايضا لغتها " (ص.205)، وتدريجيا حلت اللاتينية محل الفينيقية في المعاملات الرسمية واصبحت لغة الادارة والتعامل ، و اضطر من يتكلم الفينيقية من سكان لبدة و اويا وصبراته لتعلم اللاتينية حتى يستطيع التعامل مع الرومان الذين اصبحوا سادة اقليم المدن الثلاث وفرضوا هيمنتهم الثقافية ـ ان جاز التعبير ـ التي ابرز صورة لها اللغة اللاتينية مما ادى الى التراجع القسري للغة الفينيقية حتى اصبح من يتكلم الفينيقية محل استهزاء و سخرية والادلة الادبية على ذلك كثيرة (ص.196) لكن هذا لا يعني باية حال انتهاء الفينيقية لانها لم تكن لغة فحسب بل ثقافة ونظم وعاداتمارسها السكان لفترات طويلة اي انها اصبحت جزء من حضارتهم ، لكنها وان تراجعت في المدن الثلاث الرئيسة (لبدة ، اويا ، صبراته) فانها لم تختفِ بسهولة في دواخل الاقليم (حضارة الاودية الليبية) الذي كان في البداية بعيدا عن التأثيرات المباشرة للثقافة الرومانية مما جعل سكانه يتكلمون الفينيقية الى جانب لغتهم الليبية ، لكنهم عرفوا اللاتينية فيما بعد من خلال اتصالهم بالرومان بشكل مباشر او غير مباشر ، وهذه المعرفة لا تعني انتشار اللغة اللاتينية بينهم فقد اكتفوا باستعارة الحروف اللاتينية في كتابة لغتهم الفينيقية تقليدا للنقائش اللاتينية تماشيا مع (موضة) العصر . وقد ناقش د. الميار الاسباب التي دعت الى استعمال الحرف اللاتيني في كتابة اللغة الفينيقية في دواخل الاقليم وهي ظاهرة اكثر ظهورا في هذه المنطقة مقارنة ببقية المستوطنات الفينيقة في ليبيا وفي الشمال الافريقي بصورة عامة (ص ص.203-205)، وما دلل عليها ظهور مجموعة كبيرة من النقائش لغتها الفينيقية (البونية) الجديدة بحروف لاتينية عُثر عليها في دواخل اقليم المدن الثلاث تؤرخ ما بين اوائل القرن الثالث الميلادي و استمرت الى نهاية القرن الرابع او بداية القرن الخامس الميلادي تقريبا ، تلك النقائش التي درسها د. الميار و البالغ عددها ثماني و اربعين نقيشة ، (ص ص.213-294) وتمثل دراسة الميار إعادة نشر وتحقيق لنقائش سبق ان نشرها جودتشايلد مثل نقائش بئر دريدر (جنوب شرق مزدة) ونقائش اخرى من ترهونة ، وتلك التي نشرها ليفي ديلا فيدا وعثر عليها في لبدة و زليتن و مسلاتة، واخرى نشرها بارتوتشيني عثر عليها في لبدة وسرت ، ونقائش نشرتها رينولدزعثر عليها في بعض الاودية مثل وادي ام العجرم و ليس ام الجرم مثلما جاء في الكتاب (ص ص. 265 ، 308) و غيرها من المواقع مثل قرزة ، ومما تجدر الاشارة اليه ان النقائش التي سبقت الاشارة اليها قد اعاد نشرها د. الميار في رسالته للدكتوراه التي نشرها مركز جهاد الليبيين باللغة الانجليزية عام 1997 ، ونشر بعضها باللغة الانجليزية في مجلة دراسات ليبية (Libyan Studies) 1982-1983، ونشر بعضها باللغة العربية عام 1997 ضمن اعمال مؤتمر الآثاريين العرب الثالث عشر المنعقد بطرابلس عام 1995، اضافة الى نقيشتين نشر د. الميار احدهما في مجلة ليبيا القديمة عام 1998 ، والاخرى عُثر عليه في ترهونة ويعد اول نشر لها في هذا الكتاب ، ولعل من نافلة القول ان يذكر ان هذه النقائش ما زالت محل دراسة وتمعن من المتخصصين وآخرها رسالة دكتوراه روبيرت كير (Kerr) التي نوقشت في جامعة ليدن بتاريخ 21/2/2007 .
وقد اتبع د. الميار في دراسته للنقائش ذات المنهجية المتبعة في دراسة النقائش في الفصل الثالث لكنه هنا نقل النص بحروفه اللاتينية لسهولتها ، و يقر د. الميار بصعوبة التعامل مع تلك النقائش و ترجمتها بسبب عدم فهم معاني الكثير من الكلمات التي اخطاء كاتبها نحويا او لغويا ، اضافة الى ان بعض الباحثين لم يقر باصلها الفينيقي وعدها قد كتبت باللغة الليبية و ليست الفينيقية وهذا ادى الى عدم التوصل الى ترجمة متفق عليها من قبل كثير من الباحثين (ص ص. 208 ، 212) ، وقد استدل من دراسته لتلك النقائش ان القصور (بيوت المزارع المحصنة) المنتشرة في منطقة الحدود الرومانية في جنوب اقليم المدن الثلاث ليست بالضرورة مواقع دفاعية أنشأها الجيش الروماني وفقا لرأي جودتشايلد بل ان بعضها بيوت خاصة (الكنتاريوم) اقامها رجال القبائل (الجنتيلز) لحماية اراضيهم (ص.206) " فلافيوس داساما و ابنه مكرينوس مالكي الارض من اقاما هذا الكنتاريوم (البيت) لحراسة وحماية جميع حدود ارضهم " ، وقد اثبتت بعض النقائش ان الرومان قد استفادوا من مشائخ القبائل و عينوهم امراء مواقع عسكرية لمساعدتهم في حماية منطقة الحدود مثلما حدث في منطقة بئر دريدر وانيطت بهم السلطات الادارية و تحقيق العدالة في الاماكن التي تحت سيطرتهم (ص.207) ، ومن ثم فان الرومان استغلوا السكان المحليين لحماية الحدود وهذا ما جعل اولئك السكان طواعية او غصبا يكتبون لغتهم الفينيقية بحروف لاتينية ، اضافة الى " تسمية اولادهم باسماء فينيقية و رومانية يدل على تأثرهم بالحضارتين الفينيقية والرومانية غير ان تأثير الحضارة الفينيقية كان اعمق من تأثير الحضارة الرومانية و ما الاخيرة الا قشرة تغطي الحضارة الفينيقية " وهي بالفعل كذلك ، وبهذا يختم د. الميار كتابه المشوق و المتفرد في موضوعه بحيث يسّر على الباحثين في مجالي التاريخ و الاثار في ليبيا التعامل مع الحروف الفينيقية التي كانت طلاسم لا يمكن تفسيرها الا بالرجوع الى المراجع الاجنبية ، وقد زود هذا الكتاب الرصين ببعض الجداول التوضيحية لعل اهمها جدول بالكلمات الفينيقية واسماء الشخصيات الواردة في النقائش التي تعرض لها الكتاب ، وهي تعطي للقارئ صورة عن الاسماء الشائعة في اقليم المدن الثلاث ومجالا للدارس لاجراء المقارنات اللغوية اللازمة عند دراسة النقائش الفينيقية ، وقد زود الكتاب بصور و اشكال توضيحية للنقائش محل الدراسة ، مع غلاف رائع لكن صورة النقيشة التي تتوسطه ظهرت مقلوبة . ويمكن الرجوع الى موقع جامعة ليدن للاستزادة حول النقائش البونية اللاتينية في شمال افريقيا ومن بينها النقائش الواردة في الفصل الرابع ونقائش اخرى من اقليم المدن الثلاث : http://website.leidenuniv.nl/~jongelingk/projects/LATPUN/LPINTRO.htm
وخاتمة القول هذا كتاب زفه د. الميار الى المكتبة العربية وفاتحة لدراسة النقائش الفينيقية باللغة العربية ونبراسا يهتدي به كل من يريد ان يطرق باب الدراسات الفينيقية اللغوية ، ولعله صرخة توجه الانظار الى تكوين مدرسة للتنقيب عن الاثار الفينيقية في ليبيا ودراستها .