الاثنين، 17 نوفمبر 2008

ملخص وقائع رحلة الجراح الفرنسي كلود جرانجيه الى ليبيا ما بين 1733-1734




بقايا طلميثة كما رسمها الرحالة جبمس بروس عام 1766 ووصفها جرانجيه قبله


توطئة :
و في البدء قد يكون الجراح الفرنسي كلود جرانجيه من اهم الرحالة الذين زاروا ليبيا في القرن الثامن عشر وسجلوا ملاحظات قيمة عن آثارها واحوالها السياسية والاقتصادية وعن ساحلها و موانيها ، وبعض الامور الحياتية الاخرى التي صادفها اثناء مكوثه في ليبيا ما يقرب عن عام كامل.
وعلى الرغم من اهمية هذه الرحلة الا انها لم تشكل الا حيزاً ضئيلاً في سجل الرحلات الكشفية بسبب عدم نشر جميع وقائع تلك الرحلة التي كانت مخطوطات منسية في الارشيفات الفرنسية ، و من ثم لم يستفد منها الفائدة الكبيرة ، الا انه بعد العثور على جميع مخطوطات وقائع رحلته ونشرها ، اتضح الاهمية الكبيرة لتلك الرحلة والمعلومات التي دونها جرانجيه خلال اقامته في ليبيا ، مما تأكد اهمية هذه الرحلة في تاريخ اكتشاف ليبيا في العصر الحديث ، ، وهذا ملخص عن تلك الرحلة :
اولا : التعريف بجرانجيه و رحلاته :
وقبل التعرض لوقائع رحلة جرانجيه في ليبيا من الضروري التعريف بشكل مختصر بهذا الجراح و رحلته الى ليبيا ، والواقع انه لا يعرف الا القليل من المعلومات عن سيرته الذاتية يمكن تلخيصها على النحو الاتي : لا يعرف تاريخ ميلاد كلود تورتيشو الذي اشتهر باسم جرانجيه و لايعرف مكان ميلاده و لكنه ينسب الى اقليم بورغونيا الفرنسي وربما الى مدينة ديجون تحديداً و يبدو انه ولد هناك في اواخر القرن السابع عشر ، وقد درس الطب و الجراحة واشتهر في جنوب فرنسا في معالجة المصابين بالطاعون، وشاءت الظروف ان يختار ليشغل وظيفة طبيب في مستشفى العبيد المسيحيين في تونس حيث مكث بها ما بين 1723-1728 ، وبعد عودته الى فرنسا عمل في حديقة الملك في باريس حيث انكب على تغيير تخصصه واهتم بالتاريخ الطبيعي و علم النبات ، وقد كلف بالرحيل الى مصر لاعداد دراسة على تاريخها الطبيعي حيث مكث بها ما بين 1730-1732 ، وبعد رجوعه عيّن في الاكاديمية الملكية للعلوم ثم كلف بمرافقة صديقه القنصل الفرنسي في مصر جان بيير بينيون الى ليبيا التي وصلها في بداية شهر اغسطس عام 1733 و بقى متجولاً فيها حوالي احد عشرة شهراً ثم ارتحل منها في شهر يوليو عام 1734 ، حيث توجه الى مصر التي استقر بها ما بين 1/8/1734 الى 29/6/1735 ثم زار قبرص التي مكث بها الى غرة اكتوبر من العام ذاته ومنها زار بلاد الشام التي استقر بها الى 15/9/1736 ، ثم توجه من حلب الى ديار بكر ومنها ابحر الى بغداد حيث زار بعض المدن العراقية قبل الوصول اليها ، وفي شهر ديسمبر 1736 كان في بغداد ثم اتجه منها الى البصرة ، وفي طريق عودته الى حلب مات في الصحراء قرب البصرة اثر ضربة شمس في التاسع والعشرين من شهر يوليو من عام 1737م وقد دفن هناك. وقد كان جرانجيه يكتب مشاهداته و انطباعاته على البلدان التي زارها في شكل رسائل يرسلها الى على كونت موريباس (Maurepas) وزيرالشؤون البحرية الفرنسية الذي دعم جرانجيه في رحلاته وهو الذي كلفه بها ، وقد ظلت تلك الرسائل مجهولة في الارشيف الوطني الفرنسي ما يربو عن 270 عاماً حتى نشرت مؤخراً :
A.Riottot, Voyage Dans L'empire Ottoman du naturaliste Claude Granger 1733-1737, (Paris, L'Harmattan:2006)
ثانيا : مشاهدات جرانجيه في ليبيا:
ان الهدف الرئيسي و المعلن لرحلة جرانجيه الى ليبيا وغيرها من الاقطار الاخرى كان تجميع عينات لحديقة الملك و للاكاديمية الملكية للعلوم وللاكاديمية الملكية للنقوش و الفنون الجميلة ، وتجميع معلومات عن المصادر المعدنية والزراعية للاماكن التي سيزورها ، اضافة الى تدوين ملاحظات جغرافية عن الانهار و السواحل البحرية والنهرية زد على ذلك زيارة المواقع الاثرية لتجميع النقوش منها .
اما هدف جرانجيه و مرافقيه من زيارة المواقع الاثرية الليبية فهو استكمال المعلومات التي وردت عن تلك المواقع من قبل القنصل الفرنسي في طرابلس كلود لومير (Le Maire) الذي يعد اول من زار بعض تلك المواقع و كتب تقريراً مختصراً عنها ، و يبدو ان جرانجيه قد اعتمد على ما كتبه لومير وعده دليلاً لزيارة المواقع الاثرية في ليبيا ، كما استهدفت بعثة جرانجيه التيقن مما يقال عن وجود مدينة متحجرة في ليبيا تحولت حيواناتها و نباتاتها و سكانها الى حجارة ، كما استهدفت البعثة جلب خيول اصيلة من ليبيا لتحسين سلالة الخيول الفرنسية ، و لاسيما بعد ان ضاعت سلالة خيول الليموزين الفرنسية التي سبق ان طعمت بالخيول الليبية التي اشتراها لومير من درنه في بداية القرن الثامن عشر (1705-1706) ، وقد كلف كونت موريباس بعثة بينيون وجرانجيه بشراء خيول ليبية للاصطبلات الملكية ، يضاف الى ذلك تسجيل ملاحظات علمية و تجميع عينات طبيعية من المواقع التي سيزورونها في ليبيا ، هذه هي الاهداف التي جاءت من اجلها البعثة الاستكشافية التي ترأسها القنصل بينيون والجراح جرانجيه و الاكاديمي تشارلز ماري دو لا كوندامين (De La Condamine) وغيرهم .
وعندما عقد جرانجيه العزم على السفر الى طرابلس اتجه الى ميناء طولون ثم الى سان تروبيه في 9 /7/1733 حيث التقى بصديقه القنصل بينيون الذي سيرافقه الى طرابلس مشرفاً على الرحلة ، وبعد تسعة ايام من الابحار وصلا الى مالطا لتجميع المعلومات و الاخبار عن طرابلس قبل الوصول اليها ، و في الثاني من شهر اغسطس كانا في طرابلس التي لم يمكثا بها طويلاً حيث قابلا احمد باشا القرمانلّي (1711-1745) وطلبا منه الاذن في القيام برحلة في ليبيا لشراء بعض الخيول و زيارة المدينة المتحجرة مع توصياته لضمان سلامتهم في الاماكن التي سيزورونها لان رحلتهما كانت بتكليف من ملك فرنسا لويس الخامس عشر (1715-1774) ، مستفدين من بنود معاهدة عام 1729 ، و قد غادرا طرابلس متجهين بحراً الى بنغازي التي وصلاها في الساعة الثالثة ظهراً في يوم 17 اغسطس ، وهناك قابلا حاكم المدينة اي البي لمناقشته في المهمة الموكل لهما و تقديم رسائل التوصية من باشا طرابلس ، وقد نصحهما بالتوجه الى درنه للحصول على الخيول التي يطلبونها ، وبسبب سوء الاحوال الجوية لم تستطع السفينة التي حملتهما من الرسو في مرفأ درنه ـ بعد ستة ايام من الابحار من بنغازي ـ و لكنها رست في رأس التين في 2/9/1733 ، وتوجه جرانجيه من هناك بمفرده ـ بعد ان تزي باللباس الليبي ـ الى درنه التي وصلها في العاشرة صباحاً في اليوم الرابع من شهر سبتمبر ومكث بها عدة ايام واصفاً بعض الاحداث التي شاهدها التي اهمها الحرب التي كانت بين حاكم درنه محمد بن احمد القرمانلّي و احدى القبائل القاطنة قربها ، كما وصف المدينة و ذلك في الرسالة الطويلة التي ارسلها من درنه بتاريخ 8/10/1733 ، وقد انطلق جرانجيه من درنه برفقة احد اللصوص ليرشده الى مدينتي ابوللونيا (سوسة حالياً) و قوريني او كيريني (شحات حالياً ) ،و ذلك في فجر اليوم العاشر من سبتمبر منطلقاً لزيارة آثارهما سالكاً الطريق المحادي للبحر حيث اشار الى ميناء جيد ربما يكون لاثرون ثم اجتاز رأس بون اندري (Bon André) ربما رأس الهلال وفي اليوم التالي وصل الى سوسة و لم يمكث بها طويلاً حيث انطلق منها عصراً ليصل في اليوم التالي الى قوريني التي تجول بها ثم عاد سريعاً الى درنه في الثالث عشر من الشهر ذاته بعد ان سجل بعض الملاحظات عن آثار المدينتين واصفاً بعض معالمهما و ذلك في الرسالة التي ارسلها من درنه في 20/10/1733، و بعد ان رجع صديقه بينيون من الاسكندرية الى درنه رأى الاخير صعوبة بقائهما فيها بسبب كثرة انشقاق سكانها على حاكمها ابن احمد باشا القرمانلّي ، ومن ثم فقد توجها في السابع من نوفمبر الى بنغازي بحراً على متن سفينة متوجهة الى ميناء كاندي بكريت بعد ان تمر ببنغازي التي وصلتها في الساعة العاشرة من اليوم العاشر من الشهر ذاته وقد قررا ان يتوجها منها الى زيارة المدينة المتحجرة او المسخوطة (قرزة) ولكن في غياب حاكم بنغازي الذي كان في طرابلس لم يجعلهما يصرحا بذلك القرار موضوع رحلتهم الى تلك المدينة ، ويبدو انهما مكثا في معية نائب القنصل الفرنسي في بنغازي بوتيون (Pouttion) قبل ان يغادرا بنغازي متوجهان الى طرابلس التي وصلاها في غرة شهر ديسمبر لمقابلة الباشا حيث قرر بينيون ان يشكوه المعاملة السيئة التي عاملهما بها ابنه حاكم درنه محمد بي ، وللحصول على الاذن والدعم لزيارة المدينة المتحجرة (قرزة) ، ومن هناك ارسل بينيون مجموعة من الخيول التي اشتروها الى ملك فرنسا اضافة الى خيول و اشياء اخرى هدية من الباشا ، كما ارسل جرانجيه على متن السفينة ذاتها صندوق صغير به عينات من بصل من نوعية مميزة لحديقة ملك فرنسا ، كما ارسل صندوقين آخرين بهما مجموعة من بذور بعض النباتات التي جمعها من درنه وشحات وبنغازي ، من بينها جذور نبات من فصيلة نبات الفوة (Garance) يستخدمه سكان درنه في صبغ الصوف بلون احمر رائع على حد قوله ، كما انه شرح الطريقة التي يستخدمها الدراونة في صبغ الصوف بذلك النبات ، وقد سجل ملاحظاته السابقة منذ مغادرتهما درنه متجهين الى طرابلس في الرسالة القصيرة التي ارسلها من طرابلس بتاريخ 15/12/1733 .
ولم يغادر جرانجيه و صديقه بينيون طرابلس الا بعد ان اطمأنا على مغادرة السفينة التي تحمل هدايا من الباشا اضافة الى ما ارسلوه هما فيها الى فرنسا و التي رحلت في 17/1 / 1734 ، حيث غادرا طرابلس في اليوم التالي متجهان نحو قرزة بعد ان زودهما الباشا بحرس ودليل يرشدهم للطريق حيث سارت المجموعة عبر تاجوراء سالكة طريقاً صعباً تكثر به الرمال و الاودية و الجبال الجرداء حتى وصلت الى بني وليد في الثاني والعشرين من شهر يناير التي لم يمكثوا بها الا نصف يوم حيث انطلقوا منها متجهين الى قرزة التي وصلوها في السادس و العشرين من الشهر ذاته ، ولم ينسَ جرانجيه اثناء طريقه الى قرزة ان يجمع بعض العينات من الصخور و النباتات و القواقع التي ارسلها الى فرنسا و ان يسجل بعض الملاحظات العلمية على طبيعة المناطق التي مروا بها وما تحويه من مشاهدات لافتة للانتباه.
وبعد ان مكث جرانجيه وفريقه في قرزة يومان مسجلاً وواصفاً اهم معالمها و اضرحتها انطلق الركب عبر اقليم امسلاته الى ان وصل الى مصراته في غرة شهر فبراير وقد اشتروا منها 14 فرساً ليضموها الى المجموعة التي يريدوا ان يرسلوها الى ملك فرنسا ، ومن مصراته عادوا الى طرابلس مروراً بعدة قرى حتى الوصول الى مدينة لبدة الاثرية في السابع من شهر ذاته ولم يمكثوا بها طويلاً حيث اتجهوا الى طرابلس التي وصلوها في 10/2/1734 م ، وكتب منها جرانجيه رسالة طويلة بتاريخ 22 فبراير 1734 واصفاً فيها الاحداث التي مرت به منذ ان غادر طرابلس في الثامن عشر من شهر يناير. ولم يطول مكوث جرانجيه بطرابلس حيث غادرها في 1/3/1734عائداً من جديد الى بنغازي بحراً بعد ان رفض الباشا ان يمنحه الاذن في السفر براً بعد ان ارتاب الباشا في امره و لاسيما بعد توقيع فرنسا معاهدة تحالف مع اسبانيا في 1734م ، وقد ركب جرانجيه سفينة نابوليتية (من نابولي) متجهة الى بنغازي والتي توقفت في رأس الطابية و في مصراته وعبرت خليج سرت بعد ان مكث به جرانجيه عدداً من الايام ، ثم وصلت الى بنغازي في شهر ابريل 1734 بفضل الرياح القوية في خليج سرت ، وقد تمكن جرانجيه من خلال رحلته البحرية تلك تسجيل ملاحظات جد قيمة عن الساحل الليبي من طرابلس الى بنغازي ثم الى درنه فيما بعد ، وقد انطلق من بنغازي لزيارة مدينتي توكرة وطلميثة وقد اهتم بالمدينة الاخيرة و ترك وصف لبعض بقاياها الاثرية ثم عاد الى بنغازي التي ظل بها الى يوم 17 ابريل 1734حيث كتب رسالة شارحاً مشاهداته و الاحداث التي مرت به منذ مغادرته الاخيرة لمدينة طرابلس . ومرة اخرى لم يبقَ جرانجيه الا ايام معدودة عندما اخبره بوتيون نائب القنصل الفرنسي في بنغازي ان هناك قافلة متجهة الى درنه فقرر الالتحاق بها ، وقد سارت تلك القافلة حثيثاً بين المرتفعات و الاودية و السهول و المراعي لمدة خمسة ايام حتى وصلت الى الصفصاف حيث وجد جرانجيه فيها حاكم درنه الجديد محمود بي مخيماً هناك والذي استقبله استقبالاً غير حسن ، وقد سلمه جرانجيه رسائل توصية من الباشا ـ والده ـ التي يطلب فيها ارسال بعض الخيول التي كان جرانجيه يطلبها لكي يرسلها الى ملك فرنسا و لكن بعد مرور ثمانية ايام لم ينفذ بي درنه اية وصايا من والده ، وبعد ذلك آثر جرانجيه ان يتوجه لزيارة مدينة اثرية تدعى Meszer ـ على حد قوله ـ تحت حماية احد الشيوخ حيث وصف معالمها ، كما زار قبلها البقايا الاثرية في الصفصاف ووصفها ايضاً ، ووجد الفرصة سانحة فانطلق من Meszer لزيارة بقايا مدينة شحات الاثرية من جديد حيث وصف معالم اخرى لم يراها في زيارته الاولى ، ومن قوريني انطلق الى موقع اثري يدعى زكار او هكارد يبعد جنوب شرق قوريني مسافة اربع عشرة مرحلة وانطلق منها بعد سجل ملاحظات عن آثارها ليصل الى درنه حيث مكث هناك فترة طويلة الى نهاية يونيه او بداية يوليو حتى طلب منه صديقه بينيون الذي كان قنصلاً في مصر آنذاك ان يغادر درنه فأتجه الى الاسكندرية عبر ميناء كاندي في جزيرة كريت حيث كتب من هناك رسالته الاخيرة عن ليبيا بتاريخ 20/7/1734 واصفاً الاحداث التي مرت عليه خلال شهري مايو و يونيه بعد مغادرته النهائية لبنغازي في نهاية شهر ابريل تقريباً.



ومما تقدم هذا ملخص عن وقائع رحلة جرانجيه في ليبيا من حيث خطة سيره و المناطق التي زارها خلال رحلته التي استغرقت ما يقرب من احد عشرة شهراً سجل فيها ملاحظات جد قيمة و لاسيما في تلك الفترة عن المواقع الاثرية في شرق ليبيا و عن قرزة و معلومات عن مدن اخرى ، وملاحظات علمية على بعض النباتات و الصخور و مظاهر طبيعية صادفها اثناء تجواله ، و قد سجل مشاهداته الليبية في ستة رسائل طويلة ارسلها الى كونت موريباس .
وقبل الختام يمكن القول هذا ملخص عن اهم مشاهدات الرحالة الفرنسي جرانجيه في ليبيا ما بين 1733-1734 و التي بعضها كانت له الريادة فيها ، ومما تقدم فان جرانجيه قد اسهم في تاريخ الكشف الاثري في ليبيا بزيارته للكثير من المدن و المواقع الاثرية الليبية بما قدمه عنها من معلومات وصفية ، كما انه ترك انطباعات على احوال ليبيا السياسية و الاقتصادية واوضاع سكانها اثناء حكم احمد القرمانلّي ، ولم ينس ان يتطرق الى بعض عادات القبائل البدوية التي لاحظها بسبب مكوثه فترة طويلة في ليبيا . كما انه من مآثر رحلة جرانجيه ان صُحِحت بعض المعلومات الجغرافية عن ليبيا و لا سيما ما يخص شكل خليج سرت مثلاً ، ومواقع بعض المدن وفقاً لخطوط الطول و العرض ، وقد كانت تصويباته صحيحة الى حد بعيد ، و ليس هذا فحسب بل ان رحلة جرانجيه تعد اول رحلة الى ليبيا لها اهداف علمية حيث قام بتجميع اعداد هائلة من النباتات والزهور و الصخور ارسلها الى فرنسا لتحليلها ودراستها ، والاستفادة منها باستنبات بعضها في فرنسا ، وقد تكون الكثير من العينات النباتية و بعض الخضروات مصدرها العينات الليبية التي جمعها ، وهذا يحتاج الى دراسة مستقلة ، كما ان الخيول الليبية التي ارسلت من ليبيا قد اسهمت في تحسين سلالة الخيول الفرنسية ، وهذا في حاجة الى بحث وتقصي خاص. اذاً هذه هي ملخص لوقائع رحلة الى ليبيا كانت مجهولة وضّحت بعد نشرها صفحات مطوية من احوال ليبيا ما بين 1733-1734م.
وفي الختام فان هذه المشاهدات او المدونات سيأتي تفصيلها في دراسة طويلة ستنشر في مجلة البحوث التاريخية عدد عام 2008 . ، كما قدم الباحث (خالد محمد الهدار) في الموسم الثقافي بمركز جهاد الليبيين محاضرة عن مشاهدات الجراح الفرنسي كلود جرانجيه في ليبيا القيت يوم الاربعاء 14/5/2008 .